الأحد، 20 ديسمبر 2015

الصــادق الأميـــــــن = الأديب // الشاعــر فـوزى فهمى محمد غنيـــم -- تحياتى جدو عبدو

الصــادق الأميـــــــن

سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم . من أفذاذ الخلق الذين حلقوا 
فى أعلى المستويات دون أن يفقدوا ثبات رشدهم .. وحين كانت رأسه فى
السماء . ظلت قدماه على الارض . أى : ان الرسول – صلى الله عليه وسلم
– لا يصدر فى نطقه فيما يأتيكم به عن هو نفسه ورأيه . وإنما الذى ينطق
به ، هو وحى من الله تعالى – اوحاه إليه على سبيل الحقيقة التى لا يوم
حولها شك أو ريب .

أيها المسلمون ...
قال تعالى ( إلا تنصروه فقد نصره الله ) . كان ( محمد ) صلى الله عليه وسلم 
إنسانا قبل أن يكون نبيا ، وذلك من أعظم الحظوظ التى غنمها فى التاريخ ،
فسيأتى يوم قريب أو بعيد يثور فيه الناس على الامور الغيبية . ولكنهم لا
يستطيعون أن يثوروا على عبقرية ( محمــد ) صلى الله عليه وسلم . ظل
رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين سنة قبل البعثة يلقــب ( بالصادق
الأميــن ) ، وهذه الكلمة لها خطورتها ومكانتها ، ومغزاها ومعناها . فالصدق
والأمانة هما الأساس الأول لبناء النفس المستقيمة ، وتكوين الخلق السوى 
. هنـا .. أمتد مظهر رحمته حتى الى المنافقين لأن رسول الله صلى الله
عليه وسلم اذا خير فى أمر اختار أيسره على أمته ليصدق فيه قول الله : (
وما أرسلناك الا رحمة للعالمين ) . وبعد ذلك تأتى رحمته لأمته ، لتتسع حتى 
أن الحق سبحانه وتعالى لما رأى حبه لأمته وحرصه على خيرها قال يا
محمــد لو شئت جعلت أمر أمتك اليك ، فهل هناك أفضل من ذلك ؟؟ .. ونبى
الإسلام سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم أرسل للناس كافــة ، 
والقرآن الكريم يدعو الجميع الى اعتناق الإسلام . ولعل مما يفسر ذلك أن
كلمة ( الإسلام ) وردت فى القرآن على ألسنة كثير من الأنبياء وأتباعهم ،
وأطلقت على كل دين من الأديان السماوية التى سبقت هذا الدين . وهناك
عالمين من مسيحيى العالم القديم ( أوربا ) وهاكم عالماً آخر من يهود العالم 
الجديد ( أمريكـا ) ، هو الأستاذ ( دراير ) من أشهر علماء الاجتماع بجامعة (
نيويورك ) .. يقول فى كتابه ( المنازعة بين العلم والدين ) : عامل العرب
اليهود فى الأندلس ، فى ظل الحكومة الإسلامية أكرم معاملة ، حتى أثروا
وأصبحوا ذوى مكانة عالية فى الادب والفلسفة . هذه أقوال نفر من علماء
الغرب الذين يدينون بغير الإسلام وهى وغيرها تدل على أن الإسلام جاء
بأصول أسمى مما كانت عليه الأديان التى سبقته ، سواء فى الحرب أو فى
السياسة ، وذلك واضح من المقابلة بين تاريخ المسلمين وتاريخ من سبقهم
من جميع الملل . احبك يارسول الله .. احبك لانك لست الا انسانا له ذوق
واحساس ولم تكن كما يصورك الجاهلون الذين رأوا عظمتك فى أن تكون
حاكبا لوحى السماء ، وما أنكر وحى السماء ، ولكن أومن بأن فى السريرة
الإنسانية ذخائر من الصدق والروحانية ، وأنت أول نبى أعز السريرة
الإنسانية . اليس دينك هو الدين الذى تفرد بالنص على أن المرء يتصل بربه
بلا وسيــــــــط ؟ .. أحبك أيها الرسول الكريم واشتهى أن أتخلق بأخلاقك
السامية ، كنت إنسانا أيها الرسول قبل أن تكون نبيا ، وتلك الإنسانية هى
التى فتحت صدرك للصفح عن هفوات الناس . وهى التى جعلتك تنظر الى
ضعفهم بعين العطف ... وهى التى قضت بأن تذوق ملوحة الدمع فى بعض
الاحيان . أنت حاربت الشح .. وحاربت العبوس .. وحاربت البأس . أحبك لانك
أعززت الشخصية الإنسانية يوم اعترفت بأنها صالحة للخطأ والصواب .

الأديب // الشاعـــــــــــــــــر
فــــــوزى فهمى محمد غنيـــم
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي