الأربعاء، 2 سبتمبر 2015

عصر الأدب والفلسفه .. والعلـم = بقلـم الأديب / الشاعـر فـوزى فهمـى محمــد غنيـم



عصر الأدب والفلسفه .. والعلـم
بقلــــــم الأديب /
الشاعـــــــــــــــــــــر فـوزى فهمـى محمــد غنيــــــــــــــم

أكثر الأدباء فى تاريخ الأدب كله ، لم يكونوا
ذوى نزعة فلسفية .. كما أن أكثر الفلاسفة فى تاريخ الفلسفة كله .. لم
يكونوا ذوى قدرة على التعبير الأدبى . أو رغبة فى تذوق الأدب الذى ينتجه
الآخرون .. لكن اجتماع هذين النوعين فى شخص واحد أمر ممكن ، ويحدث
وقد حدث بالفعل لكثيرين . إن دور الأديب فى المجتمع العربى هو دوره فى
أى مجتمع آخر .. إنه مرآة الحياة الاجتماعية .. وهو مصباح للناس فى حياتهم
الاجتماعية أيضاً يستفيدون به من جهة .. ومن جهة أخرى يصور الحياة
الاجتماعية ويعين الناس على أن يوفقوا بين حياتهم الفنية وحياتهم
الاجتماعية .. أما الأدباء فهم لم يعبروا بعد عن هذه الفترة من حياتهم .. وعادة
أنه فى أيام الثورات يكون الأدب ساكناً إلى حيـن .
إن الأساس الإدراكى لكل
من الأدب والفلسفة ، يختلف عنه فى النوع الآخر .. وذلك لأن الإدراك
الفلسفى قائم على منطق مجرد .. لأنه تحليلى فى طبيعته .. ويحاول
استخراج المبادىء النظرية الكامنة فى ثقافات الناس ، وعلومهم وأخلاقهم
وأذواقهم .. وهكذا .. إذ ماذا يصنع الفيلسوف فى أى عصر من العصور سوى
أنه يحاول أن يستقطب كل النشاط العقلى والفنى فى عصره .. لعله يجد
الفكرة الواحدة الكبيرة .. أو المبدأ الوحيد الذى يضم بين جناحيه هذا النشاط
كله ..
فالأساس الإدراكى إذن فى مجال الفكر الفلسفى قائم على منطق
عقلى صرف . وأما الأساس الإدراكى فى الإبداع الأدبى ، فعلى عكس ذلك
تماماً .. لأنه قائم على مشاهدة السلوك .. الذى يتفاعل به الناس بعضهم مع
بعض ، كما يشاهد الدلائل التى تنم عن مجرى الشعور الداخلى .. عند أفراد
الناس المختلفين . هكذا نرى أنه من حيث الأساس ،

فالفلسفة والأدب
مختلفان منهجاً وهدفاً . لكن هنالك نقطة التقاء قد تتحقق فى بعض
الفلاسفة الأدباء ، أو الأدباء الفلاسفة ، وذلك عندما يجعل الفيلسوف خبرته
الشخصية أساساً لحكمته .. والحكمة هى نوع من النظر الفلسفى . وإذا
علمنا أن أخص خصائص الفكر الفلسفى ، هو أنها تحاول أن تحفر تحت الجو
الثقافى القائم فى عصرها بكل ما يحتويه من دين وفن وعلم وغير ذلك .
باحثة وراء ذلك كله عن الجذور العميقة التى أنبتت شجرة الثقافة كما
يعيشها الناس . لعلمنا أنه طالما وجد بين يدى الإنسان عقيدة دينية ، أو
سياسية أو علم . أو فن أو ما شئت من دروب الفكر ..
فلا بد أن يوجد بجوار
ذلك من يرد النشاط الفكرى إلى ينبوعه لتكتمل الصورة أمام الناس .. وذلك
لأن الإنسان العادى سواء كان إنساناً عابداً أو عالماً أو فناناً أو غير ذلك إنما
يمارس تخصصه دون أن يبحث عن مثل ذلك الجذر العميق إلا تعمد ذلك ..
وعندئذ يكون فيلسوفا ..
فأكثر الفلاسفة هم من أصحاب تلك التخصصات
نفسها ، ولكنهم وقفوا عند ذلك التخصص .. ليسألوا من أين جاء وكيف نبت ،
والإجابة هو الفلسفة .. فمن غير المتصور إذن أن توجد الشجرة بغير جذور
فى أى عصر من العصور .
ولعل الذين يقولون : إن عصر الفلسفة قد انتهى
ولم يعد قائماً ، وإننا فى عصر العلـوم لا يقصدون بذلك الفلسفة التى تصب
تحليلها على العلوم ، وإنما ذلك النوع من الكلام الأجوف الفارغ الغامض ..
الذى يقوله بعضهم أحياناً ويزعم أنه بهذا التخطيط قد أصبح فيلسوفاً .

وبمعالجة القيم الجديدة فى حياتنا اليومية سواء فى الريف أو فى المدينة ..
وعرض الأخلاق الجديدة والموطن الجديد .. وهذه الناحية بالذات تحتاج لفترة
طويلة تمر بعد قيام الثورة تتحول فيها نظرتها الفلسفية والاجتماعية إلى
مظاهر عادية من السلوك اليومى .. وغالباً ما تحتاج هذه الفترة للتعبير عنها
إلى كتاب جدد فى ظل الثورة الجديدة .
بقلــــــم الأديب /
الشاعـــــــــــــــــــــر فـوزى فهمـى محمــد غنيــــــــــــــم
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي