السبت، 23 أبريل 2016

ـــ غثيان ــــ فاطمة سعدالله ..تونس ـــــ تجياتي جدو عبدو

ـــ غثيان ــــ
في الطريق المعبّد ..بالجماجم 
يرقصُ السّرابُ حول نفْسه ..
كنتُ أبحث عن جمجمتي ..بيْن قهقهاتِ أفواهٍ درْداء..
هل وجدتـــُني ؟
لاأدري ..ربّما ..
امرأة تحمل أكياس رمادٍ ..أرى 
لم أعرفْني ..
يزغردُ رأسها شيْبـــًا ..هربتْ منه كثيرا ..
بعيدا 
لاحقها ..
قهرها ..استقرّ
هي ذي ..تبحثُ عن أسنان ..نظمتها 
بعناية ..
حفظتها من ألصّدإ 
لكنها ..ضاعت ..
تركتُ جمجمتي ..ركضتُ 
فزعتُ مني..إليّ ..
تسلّقتُ ظل نخلة عجوز 
تمنّتِ الإنجاب..
سالت دموعُ الشمس ..خيوطَ دهشة وفزع ..
تأرجحْتُ ..
توكّأتُ على عصا موسى ..
انفلقتْ كلّ الجماجم ..
ضاعت الألوانُ والمعالم ..
سرْتُ على ظهر غبارٍ فضّيِّ القذا ..
من شجرة الموْز العقيمة ..تدلّتْ أذرعٌ مقطوعة 
جروحها ..
مثخنةٌ ..حليبا مرّا 
يسيل لعاب حتــْفٍ حدّده الفناء..
قبل البدْء بأميالٍ
أدور حول عيْنيّ "البصيرتيْن "
لا أجد لساني ..
حزن الجدارُ المكدّسُ في ظلّ المساء ..
لم ألمْلمْ أشلاء كينونتي ..
لا ساعدَ يشدّني ..
يتحرّك سريرُ الرّعْب ...تحتي ..
أفقْتُ ..
لم أنمْ بعدها أبدًا ...

فاطمة سعد الله ..تونس ـــــ
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي