الجمعة، 22 أبريل 2016

المحكم والمتشابه = تأملات في آية أو حديث : الكاتب : عبد الرحمن عبد العزيز - جدو عبدو



تأملات في آية أو حديث : الكاتب : عبد الرحمن عبد العزيز

==============================


المحكم والمتشابه

========

( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا 

الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ 

إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ( 
7 ) ) آل عمران

قال علماؤنا من أهل السنة والجماعة

الْمُحْكَمُ مَا يُعْرَفُ مَعْنَاهُ وَتَكُونُ حُجَجُهَا وَاضِحَةً وَدَلَائِلُهَا لَائِحَةً لَا تَشْتَبِهُ ، وَالْمُتَشَابِهُ هُوَ 

الَّذِي يُدْرَكُ عِلْمُهُ بِالنَّظَرِ ، وَلَا يَعْرِفُ الْعَوَامُّ تَفْصِيلَ الْحَقِّ فِيهِ مِنَ الْبَاطِلِ وَقَالَ بَعْضُهُمُ : 
الْمُحْكَمُ مَا يَسْتَقِلُّ بِنَفْسِهِ فِي الْمَعْنَى وَالْمُتَشَابِهُ مَا لَا يَسْتَقِلُّ بِنَفْسِهِ إِلَّا بِرَدِّهِ إِلَى غَيْرِهِ

وَقَالَ قَتَادَةُ وَالضَّحَّاكُ وَالسُّدِّيُّ : الْمُحْكَمُ النَّاسِخُ الَّذِي يُعْمَلُ بِهِ ، وَالْمُتَشَابِهُ الْمَنْسُوخُ الَّذِي 

يُؤْمَنُ بِهِ وَلَا يُعْمَلُ بِهِ وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : 

مُحْكَمَاتُ الْقُرْآنِ نَاسِخُهُ وَحَلَالُهُ وَحَرَامُهُ وَحُدُودُهُ وَفَرَائِضُهُ وَمَا يُؤْمَنُ بِهِ وَيُعْمَلُ بِهِ ، 

وَالْمُتَشَابِهَاتُ مَنْسُوخُهُ وَمُقَدَّمُهُ وَمُؤَخَّرُهُ وَأَمْثَالُهُ وَأَقْسَامُهُ وَمَا يُؤْمَنُ بِهِ وَلَا يُعْمَلُ بِهِ ، 

وَقِيلَ : الْمُحْكَمَاتُ مَا أَوْقَفَ اللَّهُ الْخَلْقَ عَلَى مَعْنَاهُ وَالْمُتَشَابِهُ مَا اسْتَأْثَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِعِلْمِهِ لَا 

سَبِيلَ لِأَحَدٍ إِلَى عِلْمِهِ ، نَحْوَ الْخَبَرِ عَنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ مِنْ خُرُوجِ الدَّجَّالِ ، وَنُزُولِ 

عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، وَقِيَامِ السَّاعَةِ وَفَنَاءِ الدُّنْيَا .


قال الإمام الطبري رحمه الله : قَوْلُهُ تَعَالَى ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ 

مُحْكَمَاتٌ ) مُبَيِّنَاتٌ مُفَصَّلَاتٌ ، سُمِّيَتْ مُحْكَمَاتٍ مِنَ الْإِحْكَامِ ، كَأَنَّهُ أَحْكَمَهَا فَمَنَعَ الْخَلْقَ 

مِنَ التَّصَرُّفِ فِيهَا لِظُهُورِهَا وَوُضُوحِ مَعْنَاهَا ( هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ ) أَيْ أَصْلُهُ الَّذِي يُعْمَلُ 

عَلَيْهِ فِي الْأَحْكَامِ وَإِنَّمَا قَالَ : ( هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ ) وَلَمْ يَقُلْ أُمَّهَاتِ الْكِتَابِ لِأَنَّ الْآيَاتِ كُلَّهَا 

فِي تَكَامُلِهَا وَاجْتِمَاعِهَا كَالْآيَةِ الْوَاحِدَةِ ، وَكَلَامُ اللَّهِ وَاحِدٌ وَقِيلَ : مَعْنَاهُ كُلُّ آيَةٍ مِنْهُنَّ أُمُّ 

الْكِتَابِ كَمَا قَالَ : " وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً " ( 50 - الْمُؤْمِنُونَ ) أَيْ كُلَّ وَاحِدٍ 

مِنْهُمَا آيَةً ( وَأُخَرُ ) جَمْعُ أُخْرَى وَلَمْ يَصْرِفْهُ لِأَنَّهُ مَعْدُولٌ عَنِ الْآخَرِ ، مِثْلَ : عُمَرَ وَزُفَرَ 

( مُتَشَابِهَاتٌ ) فَإِنْ قِيلَ كَيْفَ فَرَّقَ هَاهُنَا بَيْنَ الْمُحْكَمِ وَالْمُتَشَابِهِ وَقَدْ جَعَلَ كُلَّ الْقُرْآنِ 

مُحْكَمًا فِي مَوَاضِعَ أُخَرَ؟ . فَقَالَ : " الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ " ( 1 - هُودٍ ) وَجَعَلَهُ كُلَّهُ 

مُتَشَابِهًا [ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ ] فَقَالَ : " اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا " ( 23 - 

الزُّمَرِ


قلت وهذا يؤكد أن الذى يتبع ما تشابه منه ابتغاء الفتنة -- وهم كثير جدا في أيامنا هذه 

فالإعلام وما يفعله في الدين لأكبر دليل على صدق القرآن _ ابتغاء الفتنة وابتغاء 

تأويله - وما يعلم تأويله إلا الله . فتأملها جيدا وسوف نجعل لها حلقة خاصة إن شاء الله 

تعالى .

وأفضل ما قيل هو كلام العلم المبدع في تفسيره الطبري رحمه الله تعالى في هذه الايات

==============================

وإالى لقاء آخر إن شاء الله تعالي

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

والحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على النبي المصطفى محمد وآله وصحبه وسلم

جدو عبدو - عبد الرحمن عبد العزيز

دراسات عليا - تربية - أزهر
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي