الخميس، 28 أبريل 2016

فكرة : خطبة الجمعة الرابعة من شهر الله الحرام رجب 1437هـ = الكاتب : - عبد الرحمن عبد العزيز -- تحياتي جدو عبدو




فكرة : خطبة الجمعة الرابعة من شهر الله الحرام رجب 

1437هـ

================================== 

تأملات في آية الإسراء :

بِسْمِ اللَّهِ الْحَمَنِ الرَّحِيمِ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ 

الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ 


السورة مكية إلا ثلاث آيات على قول الإمام القرطبي

التأملات :

سبحان : ومعناه التنزيه والبراءة لله - عز وجل - من كل نقص 

. فهو ذكر عظيم لله - تعالى - لا يصلح لغيره 

وقد روى طلحة بن عبيد الله الفياض أحد العشرة أنه قال 

للنبي - صلى الله عليه وسلم - : ما معنى سبحان الله ؟ 


والعامل فيه على مذهب سيبويه الفعل الذي من معناه لا 

من لفظه ، إذ لم يجر من لفظه فعل ، وذلك مثل قعد 

القرفصاء ، واشتمل الصماء ; فالتقدير عنده : أنزه الله تنزيها ; 

فوقع ( سبحان الله ) مكان قولك تنزيها . 

أسرى بعبده ليلا : الإسراء معاناه السير ليلا  : سرى وأسرى 

; كسقى وأسقى  - وقيل : أسرى سار من أول الليل ، 

وسرى سار من آخره ; والأول أعرف . 

قوله تعالى : بعبده قال العلماء : لو كان للنبي - صلى الله 

عليه وسلم - اسم أشرف منه لسماه به في تلك الحالة 

العلية . وفي معناه أنشدوا :
يا قوم قلبي عند زهراء     يعرفه السامع والرائي 

لا تدعني إلا بيا عبدها     فإنه أشرف أسمائي 

وقد تقدم . قال القشيري : لما رفعه الله - تعالى - إلى 

حضرته السنية ، وأرقاه فوق الكواكب العلوية ، ألزمه اسم 

العبودية تواضعا للأمة .

هل كان إسراء بروحه أو جسده :


اختلف في ذلك السلف والخلف ، فذهبت طائفة إلى أنه 

إسراء بالروح ، ولم يفارق شخصه مضجعه ، وأنها كانت رؤيا 

رأى فيها الحقائق ، ورؤيا الأنبياء حق . ذهب إلى 

هذا معاوية وعائشة ، وحكي عن الحسن وابن 

إسحاق وقالت طائفة : كان الإسراء بالجسد يقظة إلى بيت 

المقدس ، وإلى السماء بالروح ; واحتجوا بقوله - تعالى - 


المسجد الأقصى فجعل المسجد الأقصى غاية الإسراء . 

قالوا : ولو كان الإسراء بجسده إلى زائد على المسجد 

الأقصى لذكره ، فإنه كان يكون أبلغ في المدح . وذهب 

معظم السلف والمسلمين إلى أنه كان إسراء بالجسد وفي 

اليقظة ، وأنه ركب البراق بمكة ، ووصل إلى بيت المقدس 

وصلى فيه ثم أسري بجسده . 

وعلى هذا تدل الأخبار والآية .

وليس في الإسراء بجسده وحال يقظته استحالة ، ولا يعدل 

عن الظاهر والحقيقة إلى التأويل إلا عند الاستحالة ، ولو 

كان مناما لقال بروح عبده ولم يقل بعبده . وقوله ما زاغ 

البصر وما طغى يدل على ذلك . ولو كان مناما لما كانت فيه 

آية ولا معجزة ، ولما قالت له أم هانئ لا تحدث الناس 

فيكذبوك ، ولا فضل أبو بكر بالتصديق ، ولما 

أمكن قريشا التشنيع والتكذيب ، وقد كذبه قريش فيما أخبر 

به حتى ارتد أقوام كانوا آمنوا ، فلو كان بالرؤيا لم يستنكر ، 

وقد قال له المشركون : إن كنت صادقا فخبرنا عن عيرنا أين 

لقيتها ؟ قال : بمكان كذا وكذا مررت عليها ففزع فلان فقيل 

له : ما رأيت يا فلان ، قال : ما رأيت شيئا ! غير أن الإبل قد 

نفرت .

قالوا : فأخبرنا متى تأتينا العير ؟ قال : تأتيكم يوم كذا وكذا .

قالوا : أية ساعة ؟ قال : ( ما أدري ، طلوع الشمس من 

هاهنا أسرع أم طلوع العير من هاهنا ) . فقال رجل : ذلك 

اليوم ؟ هذه الشمس قد طلعت . وقال رجل : هذه عيركم قد 

طلعت ، واستخبروا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن 

صفة بيت المقدس فوصفه لهم ولم يكن رآه قبل ذلك . روى 

الصحيح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله 


مسراي فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها 

فكربت كربا ما كربت مثله قط - قال - فرفعه الله لي أنظر 


وقد اعترض قول عائشة ومعاوية (إنما أسري بنفس رسول 

الله - صلى الله عليه وسلم - ) بأنها كانت صغيرة لم تشاهد ، 

ولا حدثت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . 

وأما معاوية فكان كافرا في ذلك الوقت غير مشاهد للحال ، 

ولم يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .

ومن أراد الزيادة على ما ذكرنا فليقف على ( كتاب الشفاء ) 

للقاضي عياض يجد من ذلك الشفاء .


وقد احتج لعائشة بقوله - تعالى - : وما جعلنا الرؤيا التي 


تعالى - : سبحان الذي أسرى بعبده ليلا ولا يقال في النوم 

أسرى . وأيضا فقد يقال لرؤية العين : رؤيا ، على ما يأتي 

بيانه في هذه السورة . وفي نصوص الأخبار الثابتة دلالة 

واضحة على أن الإسراء كان بالبدن ، وإذا ورد الخبر بشيء 

هو مجوز في العقل في قدرة الله - تعالى - فلا طريق إلى 

الإنكار ، لا سيما في زمن خرق العوائد ، وقد كان للنبي - 

صلى الله عليه وسلم - معارج ; فلا يبعد أن يكون البعض 

بالرؤيا ، وعليه يحمل قوله - عليه السلام - في الصحيح : بينا 


يرد من الإسراء إلى نوم . والله أعلم . أهـ - القرطبي


قلت : وخلاف الخلف والسلف كان بأدب فلم نسمع أن 

أحدهم كفر الآخر ولم نسمع إلا قمة الرقي وأدب الخلاف 


ويبقي الاقتداء والترجيح وهما أصل أي بحث علمي 

 ===================================

أرق تحياتي جدو عبدو - عبد الرحمن عبد العزيز 

دراسات عليا - كلية التربية - أزهر 
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي