الأحد، 24 أبريل 2016

مناظرة بين : الماضي والمستقبل = بقلم المبدع : ابو حمزة الفاخري.... تحياتي جدو عبدو




مناظرة بين : الماضي والمستقبل


يحكّمها : الحاضر


يديرها : أبو حمزة ألفاخري


في نادرة سابقة أقرب إلى المعجزات ، التقى الخصمان : 

الماضي والمستقبل وتفاضلا على بعض ، وصار كل واحد 

فيهما يجمع مزاياه المتناثرة على جنبات العمر وأطراف 

الحياة ، ويتفاضل بها على مزايا الآخر، وهنا تدخلت بينهما 

واقترحت عليهما إجراء مناظرة بينهما ويكون الحاضر هو 

الفيصل والحكم ، فوافقا على الفور ....


أبو حمزة :

بسم الله وعلى بركة الله نعلن افتتاح المناظرة بين زمانين 

أحدهما مضى وانقضى ، والآخر ما زال في الطريق ، ولكنه 

قادم لامحالة ، هذان الزمانان تنافسا فيما بينهما على من 

هو الأفضل والأجمل للإنسان ، وأقرب للروح وأوهج لعاطفة 

القلب ومحركا لظنون وهواجس المشاعر والأحاسيس . 

وقدّم كل واحد منهما حجته وبيانه ، وسيكون الحاضر قاضيا ، 

ولنبدأ ب:

المستقبل : عندما تريد أن ترفع من معنويات شخص عزيز 

علينا تعرّض لنكسة ما... حدث ما قد يكون مؤلما و مؤسفا، 

فانّا نقول له المستقبل أمامك ، ولا يهمك ما حدث ، وغدا إن 

شاء الله تفرج ، ونحن دائما نحلم بتحقيق الأشياء الجميلة 

في حياتنا..نحلم بأن نصبح مشهورين..لدينا أسرة ومنزلا 

وسيارة..هذه الأحلام هي أنا المستقبل . وأشكّل أنا 

المستقبل نوعا من الراحة عندما نهرب من الأزمات التي 

نتعرض لها ، ونقول غدا تحل ..غدا سيعوضنا الله خيرا منها .

وأنا المستقبل أعتبر نفسي نوعا من العلاج النفسي 

..فالحزن يبدأ كبيرا ومع الأيام التي هي من بناتي يتلاشى 

هذا الحزن تدريجيا ويهرب إليك أيها الماضي لتشكل منه ألما 

وحسرة .


أنا المستقبل أمثل الطموح..الأهداف ..الآمال التي تشكّل 

حافزا ودافعا لينطلق الإنسان لتحقيقها .

أبو حمزة : عفوا أيها المستقبل انتهى دورك ، والآن لنستمع 

للماضي

الماضي :

أنا الماضي الجميل الذي لامسني الإنسان وعايشني ، 

وجرّب الفرح والحزن ، أنا أمتلك روحا ...عبقا ينتشر في 

خلجات الإنسان..أنا الماضي أعني الأحلام التي تحققت ، 

أعني انتهاء الحزن ..الألم ..الخوف..التي صارت كلها ذكرى ، 

وحولتها إلى خواطر رقيقة ناعمة لا تؤذي...أنا الماضي الذي 

يعني اكتساب الخبرة..التجربة..المعرفة ، أما أنت أيها 

المستقبل فانك مجهول غامض والمجهول يعني القلق.. 

الارتباك ..الريبة.. والتوجس مما سيأتي .

أنا الماضي الجميل ..أيامك الحلوة أيها الإنسان..أنا شبابك 

وأغاني الصبا وحب الطفولة البريء..نعم أنا زمانك الذي 

ولىّ ..فلا ألم ينتظرك ولا خوف من فشل، أنا الماضي أمثل 

مستودعا وخزانا لكل ما تريده أيها الإنسان من عبر ومواعظ 

ودروس لتواجه به حياتك.

أبو حمزة : عفوا انتهى دورك أيها الماضي ، والآن لنستمع 

إلى سعادة القاضي الحاضر ليعطينا القرار ونتيجة الحكم، 

تفضل أيها القاضي .

سعادة القاضي الحاضر:

إن الأمر يدعو فعلا للحيرة الإنسانية بين ما مضى وبين ما 

سيأتي في الأفضلية , لذلك سأعطي حكما يرضي 

الطرفين الماضي والمستقبل فأقول:

أنا الحاضر...الواقع المعاش فقم تحرّك أيها الإنسان , فالحياة 

تسير بكل ما فيها من فرح وألم وذكرى ، فهذه كلها من 

متطلبات الحياة وكذا النجاح والفشل من ضرورياتها .

أنا الحاضر الواقع فامشي معي أيها الإنسان ولا تعبأ بماضٍ 

لم يعد له وجود ولا تهتم بآتٍ لم يقع بعد ....ابق معي أنا 

الحاضر الواقع ، وأنت أيها الماضي حياتك انتهت وانتقلت 

لدائرة الغيب ، وكذلك أنت أيها المستقبل لم تأتي للحياة بعد 

فما زلت في دائرة الغيب : كلاكما مغيّب عن 

الحياة.....وكلاكما على طرفي الحياة.....أنا الحاضر ...محور 

الحياة ..{ لو اطلعتم على الغيب لاخترتم الواقع }

وأنتم أيها السادة : من تفضلون؟؟؟؟؟؟

ابو حمزة الفاخري....
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي