ما عدّتُ أُطيق...
كُفَّ عني ايها الكابوس
تجّثمُ فوق الحُلُمِ منذ الولادة
فما ادري متى أفيق
أنتظر لحظةً تُدعَى الشهادة
ولا أدري أتأتي ؟
أم تضيع في الانتظار !
كما ضاعت بقية الديار
ما عُدّتُ أرغبُ عيّشاً
تُمّليهِ عليَّ الأقدار
لا تُكبّلني بأي شرطٍ و حد
ولا تُعذّبني بمسافات البُعد
فآهاتي أغرقها لهيب الوجد
دعني أطوي تعاريج الطريق
فما عُدّتُ أطيق .....
أن تحشرني في خانة الضيق
وفي الصدر حشرجةُ الحريق
فلا المكان له سِعَةٌ ورحابة
ولا الزمان ينسيني مصابه
والمرءُ خلا من خِلٍ ورفيق
ما عُدّتُ أُطيق
فهذا الوجود يكتمُّ على أنفاسي
وما عاد للربيع نشوةٌ بإحساس
والليالي مُرعِبَةٌ ملَؤها وسواس
وطعّمُ الأفراح مرٌّ مريرٌ في الريق
فخلّي عني وابتعد
ما أنا للعزمِ مستَعِد
ولا تملك اليدانِ ساعدٌ وزِنّد
ولا العينانِ لهما ذاك البريق
ما عدت أطيق
همومٌ مُلّتصقةٌ كالزفير والشهيق
فما أُرغبُ إلا موته بالبيت العتيق
ما عُدّتُ أطيق....ما عُدّتُ أطيق
ابو حمزة الفاخري....
0 التعليقات :
إرسال تعليق