الأربعاء، 2 ديسمبر 2015

تأملات فى آية أو حديث : عبد الرحمن عبد العزيز -- تحياتى جدو عبدو



تأملات فى آية أو حديث : عبد الرحمن عبد العزيز
==========================

قوله تعالى : إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ 
مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا 
أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ... سورة النجم
من روائع الآية قوله تعالى : إن ربك واسع المغفرة ويقابلها 
قوله تعالى وإنى لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم 
اهتدى .. ويقبلها أيضا قوله تعالى : قل يا عبادى الذين 
أسرفوا على أنفسهم لا تقنطو من رحمة الله إن الله يغفر 
الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم
هو أعلم بكم لها ارتباط وثيق بما سبقها أى يعلم المسىء 
من المحسن ويعلم اساته عن عمد او خطأ أو نسيان ويعلم 
اصراره أم جهالته أم غير ذلك
قال الإمام فخر الدين الرازى فى تفسيره المسمى 
بالتفسير الكبير 

فالمغفرة واسعة وفيه معنى آخر لطيف ، وهو أنه تعالى لما 
أخرج المسيء عن المغفرة بين أن ذلك ليس لضيق فيها ، 
بل ذلك بمشيئة الله تعالى ، ولو أراد الله مغفرة كل من 
أحسن وأساء لفعل ، وما كان يضيق عنهم مغفرته ، 
والمغفرة من الستر ، وهو لا يكون إلا على قبيح ، وكل من 
خلقه الله إذا نظرت في فعله ونسبته إلى نعم الله تجده 
مقصرا مسيئا ، فإن من جازى المنعم بنعم لا تحصى مع 
استغنائه الظاهر وعظمته الواضحة بدرهم أو أقل منه يحتاج 
إلى ستر ما فعله .

ثم قال تعالى : ( هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن 
اتقى ) وفي المناسبة وجوه :

أحدها : هو تقرير لما مر من قوله( هو أعلم بمن ضل ) كأن 
العامل من الكفار يقول : نحن نعمل أمورا في جوف الليل 
المظلم ، وفي البيت الخالي ، فكيف يعلمه الله تعالى ؟ 
فقال ليس عملكم أخفى من أحوالكم وأنتم أجنة في بطون 
أمهاتكم ، والله عالم بتلك الأحوال .

ثانيها : هو إشارة إلى الضال والمهتدي حصلا على ما هما 
عليه بتقدير الله ، فإن الحق علم أحوالهم وهم في بطون 
الأمهات ، فكتب على البعض أنه ضال ، والبعض أنه مهتد .

ثالثها : تأكيد وبيان للجزاء ، وذلك لأنه لما قال : ( ليجزي 
الذين أساءوا بما عملوا ) قال الكافرون : هذا الجزاء لا يتحقق 
إلا بالحشر ، وجمع الأجزاء بعد تفرقها وإعادة ما كان لزيد من 
الأجزاء في بدنه من غير اختلاط غير ممكن ، فقال تعالى : ( 
هو أعلم بكم إذ أنشأكم ) فيجمعها بقدرته على وفق علمه 
كما أنشأكم . انتهى
=================================
تحياتى : جدو عبدو .. عبد الرحمن عبد العزيز
مدرس بالازهر الشريف
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي