الأربعاء، 25 مايو 2016

الرحلة المجنونة جزء(6) .... محمد ابو الفتح .. تحياتي جدو عبدو



الرحلة المجنونة

جزء(6) 

.... 

محمد ابو الفتح

.....

سار متعجلا رغم جراحة وجوعه وعطشه وتعبه الشديد 

ليغادر أرض الظلم وهو على يقين

أن الأرض ستنوء بحملها وتنفجر غضبا لتحرق كل شئ, 

وبالفعل ماهي إلا لحظات وعاد

اللهب الخافت على صورة شعلة كبيرة تزيد وترتفع وصاحبها 

إنفجار شديد, فقد ثار من

الأرض بركان غضب من ظلم أهلها ليحرق الظالم ومن أعانه 

ومن إستكان ورضى بالظلم,

وقال لنفسه: ماذا يفعل الإنسان بنفسه؟ ولما يظلم 

الإنسان أخيه ويسرق رزقه ومقومات

حياته وما في الأرض من خير ورزق يكفي الجميع! ولا إجابة  
فهذا شأن الإنسان منذ فجر

التاريخ وهذا حال البشر منذ أن نزلوا إلى الأرض.

راحته أو من يرشده إلى طريق العودة, مر بوديان وعرة 

تملؤها حيوانات غريبة الشكل

أخذته قدماه التي تكابد وتجاهد من أجل المسير إلى أرض 

أخرى وهو يأمل ان يجد فيها

والسلوك, منها من يفر من أمامه, ومنها من يرمقه بنظرة 

إرتياب ويغض الطرف عن

الصغيرة ,فانفرجت أساريره وفرح فوجود الشجر دليل وجود 

الماء, وبالفعل وجد نبع

وجوده ويفعل ماكان يفعل, ومنها من ينظرإليه نظرات تحدي 

وعندما يجده لا يهتم يهز

الرأس فخراً بنفسه واستهانة بغريمه,وصل إلى أرض 

منبسطة تتناثر بهابعض الشجيرات

صغير من الماء والماء يسري منه في خطوط رفيعة فانكب 

يروي ظمأه الذي يكاد يقتله

تبدواعلى وجههم ملامح بين الطيبة والسذاجة,وجدهم 

يمشون بظهورهم ويتخبطون في

وأخذ يعب الماء عباً إلى جوفه حتى ارتوى,وجلس بجوار 

النبع يغسل جروح يديه ويريح

قدميه المنهكتين من طول المسير, وغسل وجهه ليمسح 

عن عينيه مارأتوبينما هو منشغل

لفت إنتباهه أصوات أقدام على الأرض فنظر إلى مصدر 

الأصوات ليرى أشخاصاً

المسير, أخذ ينظر إليها وهو يفكر ترى ماالذي يدعوها لذلك؟

إستجمع شجاعته واقترب من

أيضا نبحث عن الطريق,فرد متعجبا : ولكنكم تسيرون 

بظهوركم فكيف تعرفون صحيح

أحدهم بحذر ليسأله لماذا تمشون بظهوركم هكذا؟رد عليه 

الشخص باقتضاب: أنت لست

من هنا أليس كذلك؟ فرد عليه: نعم , أنا غريب ضللت 

الطريق وأحاول العودة إلى وطني

وكنت آمل أن أجد من يساعدني هنا, رد عليه الشخص : 

تريد الطريق؟ إذا إفعل مثلنا فنحن

الطريق وأنتم لا ترون موطأ أقدامكم؟ رد عليه الشخص قائلا 

بحزم : سيرنا بوجوهنا مئات

الضحك وترك الشخص وقومه وهم لا يزالون يسيرون 

بظهورهم وتولى عنهم ليغادر وهو

بل آلاف السنين ولم نصل أبداً إلى غايتنا قررنا أن نمشي 

بظهورنا كي نصل, فرد عليه

بسخرية وتهكم : وهل وصلتم؟ أجابه الشخص:لاأدري ولا 

أحد منا يدري فقد نسينا أصلا

الطريق الذي كنا نبحث عنه, فبادره متعجبا: ولماذا إذا 

تستمرون في هذا السير المضني؟

أجابه الشخص ليس أمامنا إلا ذلك وإلا سبقتنا الأمم 

الأخرى ووصلت قبلنا,انفجر في

يقول والله لاأدري أهم المساكين أم أنا ! يا ويل كل من يضل 

عن طريقه والويل كل الويل

لمن لايعرف أساسا هدفه وطريقه ورحل عنهم بعد أن حمل 


بعض الماء في ثمارجوز الهند

الجافة وراح ليبحث عن طريقه في مكان آخر

..........

نهاية الجزء السادس 22/5/2016 ......... محمد ابو الفتح

اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي