الأربعاء، 25 مايو 2016

الرحلة المجنونة جزء(5) .... محمد ابو الفتح.... تحياتي جدو عبدو





الرحلة المجنونة جزء(5)

.... 

محمد ابو الفتح

....


ولكنه ما أن اقترب من مصدر الضوءحتى صدم ورأى ماجعل 


بدنه يقشعر وترتعد فرائصه


تسمر في مكانه ولايكاد يصدق ماتراه عينيه,إذ رأى أناس 


من البشرعماليق وأخرين أقزام


العماليق جالسون بأجسادهم الضخمة وأمامهم من ألوان 


الطعام ما لذ وطاب, والأقزام


يحملون أثقالاً كبيرة ويجدون في العمل وتبدوعلى ملامحهم 


علامات البؤس والشقاء,أخذ


يتعجب,يسأل نفسه: كيف يجد ويجتهد الضعيف بينما القوي 


يجلس ويسترخي بلاعمل!


وإزدادت دهشته عندما رأي العماليق يسخرون من الأقزام 


ويقذفون عليهم بفضلات الطعام,


والأقزام مستكينة مستسلمة للأمر وكأنها تنفذ حكماً عليها 


أو تكفر عن ذنب إقترفته,كل هذا


يدور حول الضوء الذي يصدر عن شعلة من النيران مصدرها 


باطن الأرض, ويقف حول


مجالس العماليق رجال أشداء لهم أجساد الرجال ووجوه 


الذئاب يحملون أسواطا طويلة


ومن آن لآخر يضربون أحد الأقزام دون ذنب أو جريرة فقط  


لإرهاب الباقين وإضحاك


السادة العماليق , وكلما قام أحدهم بضرب أحد الأقزام 


تضاحك العماليق جميعاً ويلقي


أحدهم بقطعه من الطعام إلى هذا الذئب ليلتهمها في نهم 


شديد ويقوم آخر بالضرب وهكذا


يتكرر الأمر بين ضربت أسواط وصرخات ألم وصخب 

ضحكات, وفجأة ودون سابق

إنذار وجد أحد الأقزام يلقي بما يحمله على الأرض ويتجه 


مباشرة إلى الذئب الذي ضربه,


فيرتعد الذئب خوفا ويتواري خلف سيده من العماليق 


وباشارة واحدة من إصبعه إلا وتجمع


باقي الذئاب وإنهالوا على القزم المسكين ضربا مبرحا 

وتنكيلاً شديداًوسط تصفيق حاد من

أسيادهم العماليق, وباقي الأقزام تنظر إليه في شفقة 


وتحسر وحالها يقول: ماذا فعل هذا


المسكين بنفسه وبنا, من سنوات طويلة وهذا حالنا ولم 


يتغيرنحن في شقاء دائم وهم في نعيم


قائم وقد إرتضى بهذا الحال آباؤنا وأجدادنا من قبلهم ونحن 


جميعا من بعدهم, فما الذي


جعل هذا المجنون يفكر هذا التفكير البائس الذي سيهلكه 


ويهلكنا جميعا من بعده فالعماليق


سيصبون علينا ألوان العذاب انتقاما لاثبات سيادتهم وحتى 


لا يفكرآخر في مثل هذا الفعل


مرة أخرى,ولكن حدث مالم يتوقعه أحد فقد قام زعيم 


العماليق وأشار للذئاب بالكف عن


ضرب القزم المسكين وقربه منه وناوله بعض الأطعمه 


وأشار لباقي الأقزام ببعض الراحة,


فرحت الأقزام وصاحت تهتف بحياته وعدله,وهدأ الحالبعض 


الوقت ليعود الأمر من


جديدكما كان وأسوأ, إذ كان بين الذئاب وجه جديد هو ذاك 


القزم الذي كان ضحية الضرب


من لحظات,وهنا نظرت إليه الأقزام نظرات تملؤها الحسرة 


والإحتقار لهذا الذي باع أهله


من أجل لقمة وسوط,وأراد القزم اللعين إثبات ولائه لأسياده 


فأمعن في ضرب وتعذيب


أقرانه وإخوانه من الأقزام وكلما زاد من الضرب يمتعض 


السادة ويبدون عدم الرضا ليزيد


وأخذته الجرأة أن يقترب من الأقزام أكثر وأكثر ويزيد من 

الضرب والإهانة, وهنا إنقض

عليه الأقزام وفتكوا به وسط ضحكات العماليق ومباركة 

الذئاب,وهنا خرج الأمر عن

السيطرة لم تكتفي الأقزام بدم القزم الملعون وانقضت 

على مآدب السادة العماليق تنهب

وتحطم وتحرق غير عابئة بضربات الذئاب التي أصابت 


الكثيرين والتي ما لبثت أن


تركت المكان وفرت بعد تيقنها من أنهيار وانهزام السادة 


الذين فر معظمهم من المكان لا


يلوي على شيء, وسادت فوضى عظيمة في المكان وبدا 


ضوء الشعلة يخفت ويدب ظلام


حثيث ويضئ المكان فقط بعض الحرائق في عملاق هنا أو 


هناك يحرق حيا,لم يعد يقوى


أن يرى المزيد, فأدار وجهه عن المكان وراح يبحث من جديد 


عن طريق للعودة وهو


يقول: تبا لهذه المخلوقات ونظامها الذي وإن طالت أيامه 

فهو إلى زوال فقد بني على الظلم


والجبروت وعدم المساواة بين أبناء الوطن............



نهاية الجزء الخامس 22/5/2016..........محمد ابو الفتح
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي