الأربعاء، 25 مايو 2016

الرحلة المجنونة ......الجزء (8) ..قلم / محمد أبو الفتح ... تحياتي جدو عبدو




الرحلة المجنونة

......

الجزء (8) 

.......

محمد أبو الفتح

.........



تقبل رفقة الجواد كهدية من السماء تعينه في رحلة العودة  

والتي أيقن بعد أن أمعن التفكير


أنها رحلة للعودة إلى الذات بعد أن ضلت الخطى في 


مسالك ودروب الحياة, وراح يتهادى


على جواده على غير هدى, وفجأو توقف الجواد عن السير 


وعلا صوته بالصهيل وكاد


يلقيه من فوق ظهره,فنزل من علي صهوته وراح ينظر من 

حوله ليرى سبب توتر فرسه,

ولم يجد شيئا يسترعي الإنتباه وبالرغم من ذلك يرفض 


الجواد التحرك للأمام ولو خطوة


واحدة, أدرك أن سر الأمر إنما في الأرض أمام الجواد,فأخذ 


ينظر بإمعان ولم يلاحظ أي


شئ يدعو إلى الريبة والفزع,ولكنه وثق في حاسة الجواد, 


أخذ بعض الحجارة وألقاها أمامه


فغاصت من فورها, فأدرك أنه أمام بحر من الرمال المتحركة 


, قبل جواده ورفيق رحلته


الذي أنقذ حياته بحاسته التي يفتقدها البشر,وتابع إلقاء 


الحجارة يمنة ويساراً حتى وجد


الحجارة لا تغوص في الرمال ,فأخذ يسير و لجام جوداه بيده 


بحذر شديد حتى جاوز أرض


الرمال المتحركة ,وأخذ يربت على ظهر حصانه وأسقاه بعضاً 


مما بقي معه من الماء,


ولكن الجواد علا صهيله مرة أخرى وتعجب إذ رأى فرسه 


تعدو من بعيد فأدرك أن الجواد


قد أختار رفقة أخري فاطلقه ليلتقي رفيقته وهو يتمنى لو 


أنه مكانه وأخذ يتابعهما حتى غابا


عن نظره واختفيا عن عينه,فأكمل رحلته والتى أحس بأن 


كل خطوة منها أصبحت تقربه


من غايته,حتى نزل بواد جميل رائع الجمال والخضرة,وأكثر 



ما لفت إنتباهه هو أن حصى


الأرض يعكس ضياء الشمس بشكل عجيب , فتناول بعض 


منها يتفحصها,فإذا هي من


الأحجار الكريمة التي تساوي ثروات العالم بأكمله,وبين 


الأشجار وعلى مقربة منه


سمع ضحكات خافته عابثة , فاقترب بحذر تعلمه من خلال 


رحلته , فرأى مجموعة من


الفتيات الرائعات الحس تلهو بالقرب من عين ماء,وعندما 


لمحته الفتيات لم يفزعن منه أو


يهربن أو يتوارين عن المكان, بل أشرن إليه لينضم إليهن 


ويشاركهن في لهوهن فقفز إلى


الماء وسط ضحكات عابثة من الفتيات المثيرات والاتي لم ير 


مثل حسنهن من قبل ,وخرج


من الماء يلتقط أنفاسه, فاقتربت منه الفتيات تداعبه 


وتلاعبه, وقالت له إحداهن عليك البقاء


معنا هنا في وادينا , ولدينا هنا كل شيء وحتى أرض 


الوادي من الذهب وحصاه من أندر


الأحجار الكريمة ولك أن تختار منا من تشاء لتكون زوجة لك 


كل ليلة وهكذا ستكون


آمن وأسعد رجل في العالم,وكاد أن يضعف أمام هذا الإغراء 

الذي يستسلم أمامه أعتى وأحكم

الرجال,ولكنه تذكر أنه في غربةوهدفه الأساسي العودة 


إلى ذاته ووطنه وقال لنفسه:فقير


في بلادي خير من ملك متوج في الغربة,فاعتذر للفتيات 


وقرر الخروج وإكمال مسيرته


للعودة, لكن الفتيات رفضن وصرخن فيه : أيها المخبول 


أتدرك ماذا ترفض؟وإنقضضن


عليه يبرحونه ضربا ورجماً بالأحجارحتى أصبن معظم جسده 

بجراح عميقة وحاول أن

يتفادي الحجارة المصوبة تجاه رأسه بيديه فتركزت الجروح 


في يديه مرة أخرى, وهرول


مغادراً المكان والجراح تملأ جسده ونفسه,وأخذ ينظر إلى 


الحجارة ويقول: الرجم يدمي


البدن والنفس ولو كان بأحجار كريمة,غادر المكان ولكن هذه 


المرة تذكر شيئاً كان عليه ألا


ينساه من البداية وهو طلب العون والهدى من بالله ولأول 


مرة منذ بداية رحلته ينظر إلى


السماء ويقول : يارب ,ولمح من بعيد ضوءاً بارقاً يكاد يخظف 


بصره فاتجه إليه مباشرة


ونفسه تحدثه أنه ضوء النجاة وبارقة الامل والهدى المرسل 


من رب السماء وراح يردد :


(أمن يجيب المضطرإذا دعاه)


.... ...



نهاية الجزء الثامن ...24/5/2016 

......... 


محمد ابو الفتح...

اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي