الثلاثاء، 31 مايو 2016

تأملات في آية أو حديث : الكاتب : عبد الرحمن عبد العزيز -- جدو عبدو





تأملات في آية أو حديث : الكاتب : عبد الرحمن عبد العزيز
================================ 
الإنسان مصير أم مخير :
قال الله تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {القمر: 49 } وقال الله تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ. وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات، بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد.." إلى آخر الحديث. وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق الخلق بخمسين ألف سنة.وفي سنن أبي داود والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أول ما خلق القلم، فقال له اكتب، قال: وما أكتب يا رب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة.
وفي حديث مسلم:  كل شيء بقدر حتى العجز والكيس.
التأملات :
كل شىء = أي أي شىء
بقدر : بقدرة ونظام بديع حسب إرادة الله الخالق
إلا في كتاب = أي اللوح المحفوظ
نبرأها = أي نخلقها
السؤال القديم الحديث وهو الإنسان مصير أم مخير ؟ 
والجواب في كلمة قالها كثير من العلماء ولي تعقيب عليها وهي قولهم مصير فيما لا يملك ومخير فيما يملك !
يعني مالا دخل له به هو مصير كنوع الخلق ذكر أم أنثى - كاختيار الأبوين - كخروج الشمس من المشرق أو من المغرب وغروبها من المغرب أم من المشرق - والرياح والسحاب وكل ما ليس له قدرة عليه ولا على ايجاده 
وما له دخل في ايجاده هو مخير كاللأكل والشرب واللبس والمشى والجري والإيمان والكفر والزوج والعمل وكل ما به استبقاء حياته وسعادته مثل جمع المال والعبادة وما شابه ذلك 
ماذا يعني هذا الكلام ؟ 
يعنى أن الله خلقك وما تعمل - قال تعالى والله خلقكم وما تعملون - وخلق بداخلك قدرات للإستجابة لما تواجه من خير أو شر قال تعالى : ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقوها - وبين لك مقاصد كل قسم ونتيجة السير فيه وأعطاك الكتالوج الذي به تسعد وتفوز قال تعالى : قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها 
وكونه كتب في اللوح المحفوظ كل ما هو كائن ويكون وسيكون الى أن يرث الأرض ومن عليها هذا علمه القديم وهذا علمه الأزلي الذى لا يعلمه إلا هو 
والسؤال لما يخلقني ثم يعذبني ؟ 
ودليل أقوى وأهم وهو : أن خلق كل شىء لك واعطاك مفتاح كل ما يسعدك بل والاهم من ذلك وهو ما ينبغي فهمه وهو ما أشرت اليه أنني سأعقب على كلام علمائنا 
تعقيبي :
الله خلق مقاعد في الجنة لجميع الخلق ومقاعد في النار لجميع الخلق وقال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني دخل النار أو كما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم - كل ميسر لما خلق له - ومن هنا نفهم أنه ما اراد لك الدخول للنار بل يكره أن تكفر به وتعصاه ويحب أن تطيعه وتؤمن به والدليل قول النبي ينادى على العبد من أهل الجنة ويفتح له نافذة على أهل النار ويقول يا عبد الله انظر لمقعدك في النار ما لم تطيعني وينادى على العبد من اهل النار ويفتح له نافذة على الجنة ويقال له انظر الى مقعدك بالجنة ما لم تعصني أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
ولو أضفنا مقال الأصل في الخلق جميعا الإيمان هنا لازددت يقينا بعدل الله وعلمت حقا انت مصير أم مخير 
والإنسان خلق وخلق بداخله الارادة وهي ذاته فمن جعلها تخضع للإله وتنصاع لأوامره كان من أهل الإيمان 
ومن جعلها تخضع لهوى أو لنفس أو لشيطان كان من أهل الكفران اعاذنا الله واياكم من ذلك 
والى لقاء آخر تقبلوا أرق تحياتي : 
جدو عبدو - عبد الرحمن عبد العزيز 
دراسات عليا - كلية التربية - جامعة الأزهر



اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي