الرحلة المجنونه
جزء(4)
....
محمد ابو الفتح
....
تحامل على نفسه, لا تكاد سيقانه تحمله,آلام مبرحة من
جروح يديه , جوع يمزق حشاياه
عطش شديد يفتك به ,يتلفت حوله لا طريق واضح, لازرع لا
بشرفقط هو ووحدته في
هذا المكان الموحش,لم يعد يتحمل المسيرولم تعد قدماه
تتطاوعه الخطى , فجلس ليستريح
ويلتقط أنفاسه اللاهثة ويلملم شتات نفسه التي على
وشك الإنهيار, جلس ليتأمل ويفحص
المكان,بدأت أنفاسه تهدأثم خطر له خاطر غريبطوال الوقت
الذي أمضاه في كل هذه
الأماكن والأرض ينيرها ضوء النهار! ألاتنتهي الأيام هنا في
هذا العالم العجيب؟ أم أنه
إرهاص من السماء أن الأمر جلى واضح وليس فيها ملابسة
وكل الأخطاء من العتمة
التي تسكن النفوس وتتملكها؟تبسم إبتسامة خفيفة وقال
لنفسه : وما الفرق ؟ المهم أعرف
أين أنا وكيف السبيل للعودة إلى بيتي وقلمي وأوراقي؟
مر وقت لايدري كم فالأمر لايفرق كثيرا فالمهم أنه استراح
واستعاد نشاطه رغم مابه من
جوع وعطش إلا أنه يستطيع أن يسير, ووقف في مكانه
ليفكر فيأي اتجاه يسير؟
ضحك من نفسهوهو يقول وما الفرق كل الدروب متشابهة
تؤدي إلى المجهول,وقبل أن
يتحرك خطوة واحدة أحس بشيء يمسك بقدمه ويمنعه من
الحركة, أنزعج ونظر بين قدميه
فرأي يد بشرية تمسك به وبشده, حاول بكل جهده التخلص
منها ونجح في الإفلات من
قبضتها ,ونظرإليها وهو يرتعد خوفافإذا هي أنسان يخرج من
باطن الأرض وينفض عن
نفسه الثرى وهو يكاد يموت رعباوسمع أصوات حثيثة
بجواره فإذا أناس كثيرون
يخرجون من باطن الأرض بنفس الطريقة,وقف بينهم
وهوغارق في دهشته والأعجب أنهم
جميعا بوجوه بلا ملامح فقط وجوه لاأعين أوأنف أوفم فقط
وجه بشرلاتعرف إن كان لرجل
هو أم لإمرأة,وارتعدت فرائصه رعبا وهلعا مما يرى من حوله
وخاصة بعد أن أحاطت به
هذه المسوخ من كل جانب وهي تشير إليه,أخذ يصرخ فيها
وهو يدور حول نفسه : من أنت؟
ماذا أنت؟ ماتريدين مني؟ والمسوخ البشريه تدور من حوله
وتارة تشير إليه وتارة أخرى
كل منها يشير في إتجاه يخالف الأخر, بدأ يتمالك نفسه
ويحاول الخروج من هذة الدائرة
المغلقة من حوله ,ونجح في الخروج من بينها وهو يدفعها
بعيدا عنه,وعجبا يحدث وعجبا
يرى,ما أن يدفع أحد المسوخ عنه إلا ويسقط "أرضا وينزوي
جسده ولكن يظهر لوجهه
معالم لشخص يعرفه أو كان يعرفه, أخ أو صديق أو زميل
دراسة أو زميل عمل,كل مسخ
تحول إلى وجه ووجه فقط ينظر إليه نظرات تكاد تخترق
جلده وتنفذ ألى قلبه,إنها جميعا
لأشخاص أساء أليها وظلم بعضاً منها وآذى الجميع , هل
عادوا إلى الحياة ليأخذوا بثأرهم
منه؟ أم أنها تذكره فقط بما فعل فيها ولها؟ وقف بين الوجوه
التي ترمقه والعيون تدمع
بدمعات أبلغ من كل كلمات الندم والإعتذار, تبسمت الوجوه
وتلاشت بين حبات الثرى
وهويقف في مكانه حائر لايكاد يرى أمامه إلى أن لمح ضوءاً
يومض من بعيد فاستجمع
مابقي لديه من همة وراح في يهرول في إتجاهه
......
نهاية الجزء الرابع
.....
21/5/2016
........
محمد ابو الفتح.......
0 التعليقات :
إرسال تعليق