الجمعة، 18 مارس 2016

فكرة خطبة الجمعة الثانية من شهر جمادى الآخرة 1437هـ : فضيلة الشيخ / عبد الرحمن عبد العزيز



فكرة خطبة الجمعة الثانية من شهر جمادى الآخرة  1437هـ :

تأملات في آية أو حديث : عبد الرحمن عبد العزيز
==========================

التأملات : عجبا لأمر العبد - رزقه الله بمكفرات للذنوب يتجاهلها
الآيات :
====
﴿وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَٱسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ ومَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللهُ ولَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وهُمْ يَعْلَمُونَ (135)﴾[سورة ءال عمران]
﴿إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ(17)﴾[سورة النساء]
الحديث :
====
وَرَدَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ في ما رَواهُ التِّرْمِذِيُّ وحَسَّنَهُ أَنَّ اللهَ تَعالى يَقُولُ في الحَدِيثِ القُدْسِيِّ « يا ابْنَ ءادَمَ إِنَّكَ ما دَعَوْتَنِي ورَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى ما كانَ مِنْكَ ولا أُبالي، يا ابْنَ ءادَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَني غَفَرْتُ لَكَ ولا أُبَالي، يا ابْنَ ءادَمَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرابِ الأَرْضِ خَطايا ثُمَّ لَقِيتَني لا تُشْرِكُ بي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرابِها مَغْفِرَةً ».

قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَواتُ رَبِّي وسَلامُهُ عَلَيْهِ ما مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلاةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَها وخُشُوعَها ورُكُوعَها إِلاَّ كانَتْ كَفَّارَةً لِما قَبْلَها مِنَ الذُّنُوبِ ما لَمْ تُؤْتَ كَبِيرَةٌ وذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ اهـ

وقالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ أَيْضًا أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرّاتٍ هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَىْءٌ قالُوا لا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَىْءٌ قالَ فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَواتِ الخَمْسِ يَمْحُو اللهُ بِهِنَّ الخَطايا اهـ

وٱعْلَمُوا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ قالَ مَنْ قالَ حِينَ يُصْبِحُ رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا وبِالإِسْلامِ دِينًا وبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا فَأَنا الزَّعِيمُ (أَيْ أَنا ضامِنٌ وكافِلٌ لَهُ) قالَ فَأَنا الزَّعِيمُ لآخُذَنَّ بِيَدِهِ حَتَّى أُدْخِلَهُ الجَنَّةَ اهـ رَواهُ الطَّبَرَانِيّ.

الخطبة الأولى :
========
الحمد والثناء
الشهادتين
أما بعد أيها المسلم الكريم
كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون
قالها النبي ليثبت حقيقة وهي أن الانسان ليس معصوم من الخطأ  إلا من عصمه الله كسيد الانبياء والمرسلين محمد
والوقوع في المعصية إما عن علم أو عن جهل
فالمعصية بجهل يغفرها ربنا بمجرد الاستغفار لقوله تعالى ﴿إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ(17)﴾[سورة النساء]
أما المعصية عن علم فلها موقف يحتاج منا إلى تأملات طويلة خاصة أن الإصرار على المعصية لا يغفر ان مات عليها وهو لمن تأمل قوله تعالى ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون
فالإنسان يدفعه لتصرفاته إرادة وهي مكنون الجوارح في النفس
والنفس هي احد ثلاث تدفعه للتصرفات
إما أن تكون أمارة : أي تأمر صاحبها لفعل المعصية
وإما أن تكون لوامة : أى تلومه عند كل خطيئة فإن كان عنده خشية من الله فسوف تكون بتلومها دافع له للتوبة والإستغفار
واما أن تكون نفس مطمئنة : وهي نفس العبد الذى يعيش حياته عند درجة الاحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك

والقوة الثانية التي تدفع العبد للتصرفات هي الهوى
والهوى يعنى ميل القلب إلى فعل الشىء والهوى أحد قسمين
هوى مضل
وهوى محكم
أما المضل فهو الذى عبر عنه القرآن عند قول الله تعالى : أرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم  ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ( 23 ) ) الجاثية
والهوى المحكم هو كل أمر أو تصرف حدث بخلفية إيمانية من كتاب أو سنة فهو يحكم تصرفاته بناءا على ما قال الله أو قال رسوله
قال صلى الله عليه وسلم : لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبع لما جئت به - أو كما قال صلى الله عليه وسلم 
في " الصحيحين " عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار .
التأملات :
أحب إليه مما سواهما
يحب المرء لا يحبه إلا لله
يكره أن يعود للكفر كما يكره أن يقذف في النار
الحب شغف وتمكين الفكر كله لمن يحبه القلب  وأعلاه حب الله والرسول
وحب الله أي : أحب الله ورسوله محبة صادقة من قلبه ، أوجب له ذلك أن يحب بقلبه ما يحبه الله ورسوله ، ويكره ما يكرهه الله ورسوله ، ويرضى ما يرضى الله ورسوله ، ويسخط ما يسخط الله ورسوله ، وأن يعمل بجوارحه بمقتضى هذا الحب والبغض ، فإن عمل بجوارحه شيئا يخالف ذلك ، فإن ارتكب بعض ما يكرهه الله ورسوله ، أو ترك بعض ما يحبه الله ورسوله ، مع وجوبه والقدرة عليه ، دل ذلك على نقص محبته الواجبة ، فعليه أن يتوب من ذلك ، ويرجع إلى تكميل المحبة الواجبة .
كذا الثاني والثالث مرتبطان بحب الله ورسوله
يحب المرء لا يحبه الا لله
يكره العودة للكفر كما يكره أن يقذف في النار

والقوة الثالثة هي الشيطان وليس له سلطان على الذين آمنوا إنما سلطانه على الذين يتولونه – أى يطيعوا وسوسته ونزغه ونخسه بعرض التصرفات عليك على أنها عادية أو حق من حقوقك ويقنع ضعاف النفوس بمراده فمن كان له صاغ أطاعه فهلك ومن كان له حذرا مهما قدم من مبررات او تلبيسات ابليسية فهو واع منتبه جدا فلن يهزمه شيطان ابدا
ويمكنك القضاء عليه بكثرة الاستعاذة والذكر وقراءة سور الإخلاص والمعوذتين 
================

تحياتي جدو عبدو - عبد الرحمن عبد العزيز 
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي