الجمعة، 24 أبريل 2015

القصة القصيرة = الفلاح والثعبان ---- بقلم : ا.د/ محمد موسى --------- تحياتى جدو عبدو


    القصة القصيرة    

   الفلاح والثعبان   

  تربى فى أسرة يتمتع كل أفرادها بالأخلاق وتعلم منذ الصغر بأن كل شئ فى الدنيا لا قيمه له بدون أخلاق

لذلك كان بين زملائه شخصية محترمه تتمتع بثقة الجميع وفى عمله كان مثالاً لكل ما يحبه أي إنسان

كل هذه السلوكيات إنعكست على تعامله مع الأخرين وأصبح محل ثقة ويأخذ رأيه دائماً زملائه حتى فى الأمور الشخصية

كان من بين زملائه زميلة باهرة الجمال ويصبح الجمال خطيراً إذا شعرت صاحبته أنها جميلة ويجب أن تعامل على هذا الأساس كانت تشعر أن جمالها يميزها على جميع النساء لذلك تعودت من الرجال على أن تعامل معاملةً خاصة ويحاولوا أن يتفربوا منها دائماً إلا بطل قصتنا كان يعاملها كما يعامل الجميع مما كان يثيرها

حاولت التقرب منه لفك ألغاز هذا الرجل دخلت مكتبه فى يوم من الأيام لأخذ رأيه فى موضوع خاص بها وطلبت منه أن يتلاقى فى أى مكان آخر فاعتذر لأنه لا وقت عنده تعجبت من هذا الرجل وكل الرجال يتمنوا معها لقاء ولكنه كان كذلك طلبت منه تليفونه الخاص فأفهمها أن تليفونه دائما مغلقاً وتستطيع التواصل معه هنا فى العمل كل هذا يزيدها رغبة فى التقرب منه حتى لعبت الصدفة لعبتها ففي مناسبة لصديق يقترب من أنه قريب وجدها هناك وتعامل بالود المعتاد مع الجميع إلا أنها إقتربت منه وقالت له ممكن كلمه فأستذن من الجميع وخرجا معاً الى التراس

قالت له أريد أن نتحدث معاً ولكن المكان غير مناسب وسوف أنتظرك غداً الجمعة فى اللوبي لفندق هيلتون القاهرة الساعة السابعة

حاول الإعتذار ولكن بدون جدوى وحدث بينهما اللقاء كانت السعادة تبدو عليها أنها إنتصرت بعد أن حطمت الاسوار الذي حاول أن يجعلها بينه وبينها وتكلما فى اشياء كثيرة شعر معها أنها إنسانه رقيقة وإن كان جمالها يعطيها بعض الغرور وأتغفا على أن هذا اللقاء لن يكون آخر لقاء وأنصرفا بعد أن أخذت تليفونه الخاص

وفى الليل شعر أن خيالها يلح عليه وإذا تليفونه يرن كانت هي وظلا يتكلمان حتى قربت صلاة الفجر وتكررت اللقاءات والتليفونات ووجد منها ميول ورغبات أنثى فطلب منها الزواج قالت له من مدة أنتظر منك هذا الطلب وتم الزواج وشعر أنها تميل الى رجولته بشكل مبالغ فيه

ورزقا بولد وبنت ورغم مرور سنوات على زواجهم إلا أنها لم تهدأ دائماً تريد زوجها وهذا لا عيب فيه أدرك هو هذا ولأن الأيام لا تبقى على حالها فقد الم به مرض صعب علاجة في بلاده مما جعل عمله نظرا لقيمته أن يرسله الي خارج البلاد للعلاج وطلب هو منها البقاء مع الأطفال لرعايتهم ومتابعتهم في مدارسهم وسافر برفقة صديق له يعمل بالطب وأستمر علاجه شهور وخلال متابعته لأولاده في مدارسهم

أدرك أن مستواهما التعليمي يتراجع وأدرك أن زوجته من أقاربه له تتأخر يومياً خارج البيت وأنها تركت مرات أولادها لبعض أقاربها وتركت البيت أيام وأدرك أنها على علاقة بأحد الأقارب تقضي كل وقتها معه وقدر الله له الشفاء وعاد الي بيته ولم يجدها ولا أولاده وعرف انها تقيم عند بعض الأقارب لكِ تترك الأولاد وتغيب كما تشاء

ولما علمت أن شفاءه بعيد فعملت على إتمام إجراءات الطلاق ودهشت أنه عاد معافي واجهها بما سمع وما حدث للأبناء فلم يقتنع مما تقول وهنا قرر أن يطلقها وتأخذ كل حقوقها كما شرع الله ورسوله وتترك له الأولاد فقالت له لماذا لا نعود كما كنا هنا قص عليها قصة الفلاح والثعبان

حيث كان ثعباناً يعيش في جحر في أرض يزرعها فلاح وأتفق الفلاح مع الثعبان أن يظل لا يخرج من جحره حتى يمكنه زراعة أرضه علي أن يضع الفلاج للثعبان كل يوم ثلاثة بيضات على باب جحره وظل الحال بينهما هكذا إلي أن قال الفلاح لنفسه يوماً لماذا الصبر على هذا الثعبان أنتظره عندما يخرج لأخذ البيض وأضربه بالفأس فأسترح منه وأوفر البيض

وفعلا حدث بينما الثعبان يخرج لأخذ البيض إنهال الفلاح على رأسه بالفأس وبسرعة دخل الثعبان جحره بعد أن أصيب في رأسه وظل في جحره يتعافى ولما تعافى خرج للفلاح وظل طوال اليوم يسير في الحقل يأكل

ولا يستطيع الفلاح نزول الحقل

إشتد الفقر بالفلاح

فقال للثعبان نتصالح

ونعود من جديد كما كنا

ولكن قال له الثعبان

كيف اعاودك وهذا أثر فأسك

هنا أدركت

أنها خسرت

من سعت إليه

وتم الطلاق.

   ا.د/ محمد موسى

اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي