الخميس، 16 أبريل 2015

خطبة الجمعة الرابعة من جمادى الآخرة 1436 هـ = فضيلة الشيخ / عبد الرحمن عبد العزيز إبراهيم – مدرس بالأزهر الشريف


خطبة الجمعة الرابعة من جمادى الآخرة 1436 هـ
مسجد عرب جهينة – طري قليوب أبى زعبل 
القليوبية – مصر 
===========================
العنوان : المنافق الخالص  
العناصر : النفاق وتعرفه – تقسيم القرآن للبشر ثلاث أقسام وهم أول سور البقرة – الخطورة في النفاق أنهم يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر – شرح الروايتين الصحيحتين – التحذير من صفاتهم – كيف انجوا منها وما العمل 

الموضوع 
========
المقدمة  : الحمد والثناء : الحمد لله – حمدا يليق بذاته ... حمدا يليق بجلاله ... نحمده حمد الذاكرين ... نحمده حمد الشاكرين  حمدا كثيرا طيبا طاهرا مباركا فيه ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير قال : الله عز وجل يقول : ( وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ ) محمد/30.
وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله وصفيه من صفوة خلقه وحبيبه إصطقاه للرسالة فنشهد أنه بلغها وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة وجاهد فى سبيل الله حتى أتاه اليقين  .. فصلوات ربى وتسليماته عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال :  وَلِهَذَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْمَرْوِيِّ مِنْ طُرُقٍ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : " 
الحديث : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ )  رواه البخاري (33) ومسلم (59)
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا ، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا : إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ ) رواه البخاري (34) ومسلم (58)
أما بعد أيها المسلم الكريم 
قسم الله الناس ثلاث أقسام وهم المؤمن بقوله تعالى هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة مما رزقناهم ينفقون ......  الكافر وهو كما قال الله تعالى . إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون .... والثالث وهو المنافق  وذلك في قوله ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين   يخادعون لله والذين ءامنو .... وهذا الصنف هو موضوع خطبتنا في هذا اليوم الأغر 
نلاحظ أن الله ذكر صفاتهم في أكثر من موضع بالقرآن وذلك لخطورتهم ولخطورة أوصافهم وتحذيرا من التخلق بهذه الآفات الذميمة 
ولعلمائنا أراء لابد أن نتعلمها ونفهم مراد الله في الآيات  والأحاديث التي تعلمها الرسول ثم بلغها للناس 
أخا الإسلام 
معنى كون هذه الصفات التي في الروايتين من علامات النفاق
الكذب ، وإخلاف الوعد ، والخيانة ، والغدر ، والفجور عند المخاصمة : من أبرز صفات المنافقين من أهل المدينة الذين كانوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، والقرآن مليء بالآيات التي تصف حالهم هذا ، وهم إنما عرفوا بها ، والله عز وجل يقول : ( وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ ) محمد/30.
فإذا اتصف أحد المسلمين - الذين يشهدون بكلمة التوحيد - بشيء من هذه الصفات : فقد اتصف بصفات المنافقين التي ذمها الله عز وجل ، وعمل أعمالهم ، وحصل له من النفاق بقدر ما عمل .
ولكن ذلك لا يستلزم أن يكون هذا المسلم المتصف بالخيانة أو الكذب مثلا قد خرج عن الإيمان بالكلية ؛ لأن الإيمان يرفعه درجاتٍ عن النفاق ، ولكنه يحاسب على هذه الأخلاق الذميمة ، ولذلك يسمِّي العلماء هذه الآفات المهلكات بـ : " النفاق العملي "، يقصدون أن المتصف بها آثم مستحق للعقوبة ، ولكنه ليس في درجة المنافقين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر .
ولذلك ذهب العلماء في تأويل هذا الحديث إلى خمسة أقوال :
1- المقصود بالحديث هو تشبيه المسلم المتصف بهذه الأخلاق الذميمة بالمنافق ، فالحديث على سبيل المجاز وليس على سبيل الحقيقة ، وهذا جواب النووي .
2- المقصود بالنفاق هنا النفاق العملي ، وليس النفاق الإعتقادي ، وهذا جواب القرطبي ، ورجحه الحافظ ابن رجب ، والحافظ ابن حجر العسقلاني ، وهذا أرجح الأقوال .
3-    وقيل المراد بإطلاق النفاق الإنذار والتحذير عن ارتكاب هذه الخصال ، وهذا ارتضاه الخطابي .
4- المراد : من اعتاد هذه الصفات حتى أصبحت له سجية وخلقا دائما ، حتى تهاون بها، واستخف أمرها ، فهذا كأنه مستحل لها ، ومثله يغلب عليه فساد الاعتقاد .
5- المقصود بالحديث ليس المسلمين ، وإنما المنافقون الحقيقيون الذين كانوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن ضعَّف هذا الوجه الحافظ ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (1/430)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" قال النووي : هذا الحديث عده جماعة من العلماء مشكلا من حيث إن هذه الخصال قد توجد في المسلم المجمع على عدم الحكم بكفره . قال : وليس فيه إشكال ، بل معناه صحيح ، والذي قاله المحققون إن معناه : أنَّ هذه خصال نفاق ، وصاحبها شبيه بالمنافقين في هذه الخصال ومتخلق بأخلاقهم .
قلت – أي الحافظ ابن حجر - : ومحصل هذا الجواب الحمل في التسمية على المجاز ، أي : صاحب هذه الخصال كالمنافق ، وهو بناء على أن المراد بالنفاق نفاق الكفر .
وقد قيل في الجواب عنه : إن المراد بالنفاق نفاق العمل كما قدمناه . وهذا ارتضاه القرطبي واستدل له بقول عمر لحذيفة : هل تعلم فيَّ شيئا من النفاق ؟ فإنه لم يرد بذلك نفاق الكفر ، وإنما أراد نفاق العمل .
ويؤيده وصفه بالخالص في الحديث الثاني بقوله : ( كان منافقا خالصا ) .
وقيل : المراد بإطلاق النفاق الإنذار والتحذير عن ارتكاب هذه الخصال ، وإن الظاهر غير مراد ، وهذا ارتضاه الخطابي .
وذكر أيضا أنه يحتمل أن المتصف بذلك هو من اعتاد ذلك وصار له ديدنا . قال : ويدل عليه التعبير - إذا ، فإنها تدل على تكرر الفعل . كذا قال .
والأولى ما قال الكرماني : إن حذف المفعول من " حدث " يدل على العموم ، أي: إذا حدث في كل شيء كذب فيه . أو يصير قاصرا ، أي إذا وجد ماهية التحديث كذب .
وقيل : هو محمول على من غلبت عليه هذه الخصال ، وتهاون بها ، واستخف بأمرها ، فإن من كان كذلك كان فاسد الاعتقاد غالبا .
وهذه الأجوبة كلها مبنية على أن اللام في المنافق للجنس .
ومنهم من ادعى أنها للعهد فقال : إنه ورد في حق شخص معين ، أو في حق المنافقين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وتمسك هؤلاء بأحاديث ضعيفة جاءت في ذلك لو ثبت شيء منها لتعين المصير إليه .
وأحسن الأجوبة ما ارتضاه القرطبي . والله أعلم " انتهى.
الخطبة الثانية .
============
الحمد والثناء والشهادتين --- أيها المسلم الباحث عن الرضوان اعلم انك لن تنال الرضى والقبول إلا إذا جاهدت نفسك أيما مجاهدة لكي تتخلق أوصاف المؤمنين ولا تتخلق بأوصاف المنافقين 
والعمل لتنجوا هو ان تكره بقلبك هذه الصفات الذميمة وتبرأ نفسك من الوقوع فيها لأنه معنى من معاني الإيمان كما في الحديث وان تكره أن تعود في الكفر كما تكره أن تقذف في النار 
ومجالسة الصالحين وذكر الله بدوام حالك علاجات ما أسهلها ولكننا نغفل عنها 
التذكرة بالتقوى --- الدعاء – أقم الصلاة 
======================================
كتبها وجمعها . فضيلة الشيخ / عبد الرحمن عبد العزيز إبراهيم – مدرس بالأزهر الشريف 

اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي