الأحد، 16 أغسطس 2015

الكنايـــــــة.. في علم البيان = اعداد الشاعر/ سيد غيث... تحياتى جدو عبدو

❊**❊ بسم الله الرحمن الرحيم ❊**❊

اهلا بكم احبتي الكرام مع البرنامج الاسبوعي 

(( الصياغـــة في علمــــي اللغـة والبلاغـــة ))

وحلقة اليوم ((
 الكنايـــــــة.. في علم البيان ))..
-------------------------------
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اعداد الشاعر/ سيد غيث...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

** المـــقـــدمــــــــــة :-

❊ اللغة العربية هي إحدى (( اللغات الخمس )) العالمــــية والتي
تتجلى عظمتها في أنها (( لغة القرأن الكريم )) التي قال فيها رب
العزة جل وعلا ..< بسم الله الرحمن الرحيم >...

(( إنَّا أنزلناهُ قرآناً عربياً لقومٍ يعقلون )) <صدق الله العظيم>..

❊ وهنالك العديد من الآراء والروايات حول أصل اللغة العـــــربية لدى قدامـــى اللغويين العرب فيذهب البعض إلى أن ( يعرب ) كان أول من أعرب في لسانه وتكلم بهذا اللسان العربي المبين فسميت اللغة باســمه ..وورد في الحديث الشريف أن نبي الله إسماعيل بن إبراهيم عليهما الســــلام هو أول من فتق لسانه بالعربية المبينة وهو ابن أربع عشرة سنة بينما نســي لسان أبيه أما البعض الآخر فيذهب إلى القول أن العربية كانت لغة آدم عليه السلام ..
وشرفا لنا ان نتحدث باللغة العربية لغة الفرقان ولغة الانبياء ..

** ((( تــعـــــــريـــــف الكنـــــــايــــــــة ))) **
======================
.......................................................
* (( الكناية )) هي: التعبير عن المعنى بطريقة تصويرية غير مباشرة.

**المعنى اللغوي ( للكناية ) **
.................***................
الكناية لغة: ما يتكلم به الإنسان ويريد به غيره

** المصدر لكلمة ( كنايـــة )**
..................***................
*وهي مصدر (( كنيتُ أو كنوت )) بكذا إذا تركت التصريح به .

** الاستشهاد من القرآن الكريم :-
========****========
* في قولــــــــه تعالــــــــى :
(( < السمـــــوات مطويــــات بيمينـــه > )) سورة الزمر آيه (٦٧).

فعندما ارادت الآية الكريمة ان تبين مدى قدرة الله تعالى جاءت في صــــورة محسوسة لابراز المواقف الدالة على صحة المعنى المراد وعليه فقد بيـنت
الآية الشريفة بطريقة تصويرية موجزة .. عظمة وقدرة الله تعالى..وهل هناك
كلام يفي بهذه الكناية البليغة حيث ان حواســنا القاصرة لا تحيــــط بعظمة السماوات السبع ..وكل ما في الكون يهيمن عليه الخالق سبحانـــه هيمنة
كاملة وهل هناك تصوير لقوة مسيطرة ادق وابلغ من هذا التصوير..

= مثــــــــــال آخـــــــــر :-
من قوله تعالى:(< الرحمن على العرش استوى >)سورة طه الآيه(٥).

وهنا (كناية ) عن تمام قدرة الله والهيمنة والتمكن .. فكل هذا لا يصح فيه
المعنى الاصلي الا بما يليق به سبحانه انما قصد به ما يدل على اللفتات
المتقنة والصور المعبرة البارعة لقدرة الله ..

= مثــــــــــال آخــــــــــر :-
في قوله تعالى:(< ويوم يعض الظالم على يديه>) الفرقان الآيه (٢٧).

ولو تأملنا هذه الآية نجد أن المقصود منهـا ليـــس المعــــنى الحقيقي وهو
( عض اليدين) وإنما يقصدالمعنى الخيالي الملازم لذكر هذه الآية الذي يتوّلد
ويظهر في ذهننا من:( الندم الشديد ) حيث إن من ظلم نفـــسه بكفره بالله
ورسوله ولم يستجب لدعوة الإيمان يرى مصيره المرعب يوم القيامة ألا وهو
الإحراق في النار فيندم على ما كان منه في الحياة في وقت لا ينــــفع فيه
الندم .. فيعض على يديه .

**((فالكناية)) هي أن يريد المتكلم إثبات معنى من المعاني، فلا يذكــــره
باللفظ الموضوع له ولكن يجيء إلى معنى مرادف له. ليشير إلى المعنى
الأول ويجعله دليلا عليه.

** الاستشهـــــــاد باشــعـــــار العـــــــــرب :-
==========****===========

= مثال من قول الشــــــاعــــــر :
(( قد كان تعجب بعضهن براعتي .... حتى رأين تنحنحي وسعالي))

والكناية هنا: كنى بها عن كبر السن بتوابعه وهي التنحنح والسعال

= مثال من قول المتنبـــــــــي :
((فمسّاهم وبسْطــــهمُ حريـــــــر** وصبَّحــهم وبسْــــطهمُ تــراب))
((ومن في كفـــــــظّه منهم قنـــاة**كمـنْ في كفّـــه منهم خضاب))

وهنا يكنَّي المتنبي عن الرّجل بمن يحمل قناة وهي( الرّمح ) ويكنّـي
عن المرأة بمن في كفه خضاب وهو الحنّاء ويقول إنهما سواء فـــــي
الضعف أمام البطش والتنكيل كما ورد في البيتين ..

*و (( الكنـــــــاية )) .. احبتي هي: من أساليب البيان البلاغية وهي
من أجمل التعابير العربية ..
= وهي تعطينا حقيقة مصحوبة بالدليل عليها.
= وهي ايضا تستعمل في المدح والذم غالبا وبطريقة مهذبة.

وقد لاحظ ( البلاغيون )ان المقصود بالكناية لا تكون صفة دائما فتارة تاتي
صفة وتارة تاتي موصوف وتارة اخرى لا هذا ولا ذاك فتسمى بالكناية عن
النسبة اي ان الكناية لها ثلاث حالات كالآتي :-

**الحالة الاولى .. (( الكناية عـن الصفــــة )) ..
==========*****==========
-------------------------------
*وهي أن اللفظ المستخدم يكنى به عن صفة ما مثل:( الكرم .. الشجاعة
الصبر.. البخل ..)) وغيرها من الصفات.

= مثال من قوله تعالى في سورة الإسراء :((< وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَـىٰ
عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا >)) يقصد باليد المغلولة
إلى العنق المقصود به ( البخل ) ويقصد باليد المبسوطة ( الإسراف ) .

= مثال آخر: من قول الخنساء في اخيها ( صخر ) فتقول :
(( طويل النجاد رفيع العماد ** كثير الرماد اذ ما شتا ))

وهنا تصف (( الخنساء )) أخاها بأنه طويل النجاد .. ورفيـع العـــماد.. كثير
الرماد تريد أنْ تدلل بهذه التراكيب على أن اخيها صخر شجــاع عظيم في
قومه ..جواد .. وبذلك عدلت عن التصريح بهذه الصفات إلى الإشــارة إليها
والكناية عنها .. لأنه يلزم من طول حمالة السيف طول صاحبه .. ويلزم من
طول الجسم الشجاعة عادة والاقدام .ثم إنه يلزم من كونه رفيع العماد أن
يكون عظيم المكانة في قومه وعشيرته .كما أنه يلزم ايضا من كثرة الرماد
كثرةُ حرق الحطب ثم كثرة الطبخ، ثم كثرة الضيوف ، ثم الكرم .ولما كان كل
وصف من الاوصاف السابقة وهي: طويل النجاد ..ورفيع العماد.. وايضا وكثير
الرماد ..كُنيَ به عن صفة لازمة للمعنى كان كلُّ وصف من هذه الخصال وما
يشبهه (كناية عن صفة).

**الحالة الثانية : (( الكنايــة عــن الموصوف )) ..
=======================
-------------------------------
* وهي أن اللفظ المستخدم يكنى به عن ذات موصوف لاعن الصفة
=مثل(( الناس.. العرب .. اللغة ..)) وغيرها.

= مثال من قول الله تعالى:((< وحملناه على ذات ألواح ودسر >)) ..
ويكنى هنا بالألواح والدسر عن(( السفينة )) فالسفية هنا كناية محكمة
بليغة عن الموصوف ..

= مثال آخر من ( قول الشاعر ) :
(( ولما شربناها ودب دبيبها ** الى موطن الاسرار قلت لها قفي))

فالموصوف في الكناية هنا هو (( موطن الاسرار )) وهو كنـــاية عن العقل
وكم كانهذا الشاعر دقيقا في تعبيرة وتصويرة .. فالعقل هو موطن الاسرار
والخمر تقتحم العقل وتتسلل الى اسرارة وهيهات ان يبقى له عقل بعد
ان تسللت اليه الخمر فافقدت العقل رونقه وكياسته وجماله ..

**الحالة الثالثة: (( الكـــنايــة بالنسبــــة )) ..
=======================
-------------------------------
* وهنا يصرح بالصفة ولكنها لا تنسب مباشرة إلى الموصوف بل تنسب إلى
شيء متصل بالموصوف.

= مثال من قول رسولنا الكريم (( الخيل معقود بنواصيها الخير )) فهنا يصرح
بالصفة وهي الخير ولكنه( ينسبها إلى نواصي الخيل ) ويقصد بذلك أن الخيل منسوبة إلى الخير فهنا يطلق عليها الكناية بالنسبة اي نسبت الي شيء
متصل بالموصوف..

= مثال آخر من( قول الشاعر ) :
(( اليــمـــن يتبــــــع ظلــــه ** والجــــود يمشـي فــي ركابـه ))

* فالصفة في الشطر الاول هي (اليمن) و( الظل ) ماله صــله بالموصـــوف والكناية هناهي نسبة ( اليمن) الى ظل الموصوف امـا بالنســبة للشــــطر الثاني(فالجود) هي الصفة (والركاب) ماله صله بالموصوف والكناية هــنا في
نسبة ( الجود ) الى ركاب الموصوف وهنا يؤدي الشاعر ما راى بامانــه ودقه
فقد راى البركة والخير يتبعان ظل هذا الانسان كما شاهد الجود يمشي الى جواره وهل هناك اكثر توكيدا لهذه المعاني باستخدام الطريقة التصــــويرية البلاغية .. انها لا تعدو وصف واقع يراه بام العين بل انها الكناية عن نسبة.

=ومنه كذلك قول الشاعر :
(( ان السماحة والمروءة ضمنا ** قبرا بمرو على الطريق الواضح ))

*وهكذا ببساطة نستوحي بان السماحة والمروءة هما جانب
الصفة و( القبر ) ماله صلة بالموصوف .. والكناية هنا قائمة في
نسبة السماحة والمروءة الى قبر الموصوف وهو يقصد بطبيعة
الحال صاحب القبر .. تصوير رائع نستخرج منه الكناية عن نسبة.

**(( ملخص عن الكناية في سطور ))**
========****========
-------------------------
** امثلـــــــــــة :-
= عندما تقول ..(فلان كبير القلب) فإنك (( تكني)) بذلك عن اتصافه بالرحمة.
وإذا قلت لأحدهم:(خير الناس أنفعهم للناس) فإنك ربما تقصد أن هذا الشخص
من عادته أن يضر بالآخرين..

= وعندما تقول.. (فلان ينام النهار) فإنك ربما تقصد انه عاطل عن العمل.
فكل تركيب لا يراد به ظاهر لفظه.. وإنما يقصد به شيء له علاقة به.

** (( الفوارق بين التشبيه .. والاستعارة .. والكنايــة ))**
-----------------****------------------
============================
** (( التشبيـــــــه ))**
-----------------
،،،،،،،،،،،،***،،،،،،،،،،،،
هو: أسلوب يدل على مشاركة أمر لأمر آخر في صفته الواضحة؛ ليكتسب
الطرف الأول (المشبه) من الطرف الثاني (المشبه به) قوتــــه وجمــــــاله
أو هو: إحداث علاقة بين طرفين من خلال جعل أحدهما .. وهو الطرف الأوّل (المشبه) مشابهاً للطرف الآخرفي صفة مشتركة بينهما .

=مثال : البنت (( كالقمر )) في الجمال .

**(( الاستعــــــــارة ))**
-----------------
،،،،،،،،،،،،***،،،،،،،،،،،،
هي : تشبيه بليغ حذف أحد طرفيه . ونخرج من الكلام الســابق أن
(( التشبيه )) لابد فيه من ذكر الطرفين الأساسين وهـــــما ( المشبه
والمشبه به) فإذا حذف أحد الركنين لا يعد تشبيهاً بل يصبح استعارة.
مثال: من قوله تعالى((< الله وليُّ الذين آمنوا يخرجهم من الظــــلمات
إلى النور > )) .. شبه الكفر بالظلمات والإيمان بالنور ثم حذف المشبه
(الكفر والإيمان) وذكر المشبه به

**(( الكــــــنــايـــــة ))**
------------------
،،،،،،،،،،،،،***،،،،،،،،،،،،
وهي: تعبير لا يقصد منه المعنى الحقيقي ، و إنما يقصد به معنى
ملازم للمعنى الحقيقي . أو هي : تعبير استعمل في غير معناه.

=مثال:من اقوال العرب (( فلانة نؤوم الضّحى )) يريدون بهـــذا القـــول
ان هذه (النؤوم) اي التي تحب نوم فترة الضحى هي امراءة مرفّــهة
مخدومة غير محتاجة إلى السّعي بنفسها في إصلاح المهمّات ووقت
الضّحى وقت سعي نساء العرب في أمر المعـــاش فـــلا تنام فيه من
نسائهم إلاّ من تكون لها خادمات يكفِينَها أمرها ..
.............................................................
---------------------------------

والى لقاء آخر احبتي الكرام مع برنامج.(الصياغة في علمي اللغة والبلاغة).

❊ حقوق الاعداد والنشر محفوظة للشاعر/ سيد غيث .
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي