الجمعة، 20 نوفمبر 2015

رفقا بالقوارير = بقلم الكاتب والأديب / عبد الرحمن عبد العزيز -- جدو عبدو




تأملات فى آية أوحديث :
=============
عبد الرحمن عبد العزيز -- جدو عبدو
موضوع خطبة الجمعة اليوم
رفقا بالقوارير 
مسجد أنوار الكريم
كفر أبو صير - السلام - القاهرة

باب رحمة النبي صلى الله عليه وسلم للنساء وأمر السواق 
مطاياهن بالرفق بهن

عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في 
بعض أسفاره وغلام أسود يقال له أنجشة يحدو فقال له 
رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أنجشة رويدك سوقا 
بالقوارير
صحيح مسلم
قوله صلى الله عليه وسلم : ( يا أنجشة رويدك سوقا 
بالقوارير ) وفي رواية : ( ويحك يا أنجشة ، رويدا سوقك 
بالقوارير ) وفي رواية : ( يا أنجشة ، لا تكسر القوارير ) 
يعني ضعفة النساء . أما ( أنجشة ) فبهمزة مفتوحة 
وإسكان 
النون وبالجيم وبشين معجمة .

قال العلماء : سمي النساء قوارير لضعف عزائمهن تشبيها 
بقارورة الزجاج لضعفها ، وإسراع الانكسار إليها .
واختلف العلماء في المراد بتسميتهن قوارير على قولين 
ذكرهما القاضي وغيره ، أصحهما عند القاضي وآخرين ، 

وهو الذي جزم به الهروي ، وصاحب التحرير ، وآخرون ، أن 

معناه أن أنجشة كان حسن الصوت ، وكان يحدو بهن ، 
وينشد شيئا من القريض والرجز ، وما فيه تشبيب ، فلم 
يأمن أن يفتنهن ، ويقع في قلوبهن حداؤه ، فأمره بالكف عن 
ذلك . ومن أمثالهم المشهورة ( الغنا رقية الزنا ) .

قال القاضي : هذا أشبه بمقصوده صلى الله عليه وسلم ، 
وبمقتضى اللفظ . قال : وهو الذي يدل عليه كلام أبي قلابة 
المذكور في هذا الحديث في مسلم . والقول الثاني أن 
المراد به الرفق في السير ، لأن الإبل إذا سمعت الحداء 
أسرعت في المشي واستلذته ، فأزعجت الراكب ، وأتعبته ، 
فنهاه عن ذلك لأن النساء يضعفن عند شدة الحركة ، ويخاف 
ضررهن وسقوطهن .

تأمل معى قول النبى لانجشة رفقا بالقوارير خاص بسوقه 
وليس لافتتان امهات المؤمنين فحاشاهن قال علماؤنا :

إنكار النبي عليه السلام لطريقة سوقه للإبل لا لخشيت 
افتتان قلوب نسائه حاشاهن عليهن رضوان الله
كما توضحه هذه الرواية كذلك عن أحمد قال :
حَدَّثَنَا رَوْحٌ حَدَّثَنَا زُرَارَةُ بْنُ أَبِي الْحَلَالِ الْعَتَكِيُّ قَالَ سَمِعْتُ 
أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَا أَنْجَشَةُ كَذَاكَ 
سَيْرُكَ بِالْقَوَارِيرِ

فتبين من هذه الروايات أن العرب كانت تحدوا إبلها بالشعر 
كي تسرع في السير وأن الإبل تنفعل مع الصوت الحسن 
وقد تعنف في سيرها وكان أنجشة يحدوا بإبل نساء النبي 
عليه السلام فأعنفت الإبل لحدائه وأسرعت حتى تنحت عن 
القوم وتقدمت بين يديهم فخشي النبي عليه السلام 
سقوطهن من هوادجهن فيحصل لهم الأذى وقد كانت معهن 
السيدة عائشة رضي الله عنها فأنكر عليه طريقة سوقه 
وقوده للإبل
أما ما يدعيه البعض من ضعف العزائم عندهن وخشية 
افتتانهن فلا يصلح أن يقال في آحاد نساء المؤمنين فكيف 
بنسائه عليه الصلاة والسلام
فالله سلم سلم
بتصرف

=================
تحياتى جدو عبدو - عبد الرحمن عبد العزيز



اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي