الخميس، 21 مايو 2015

خطبة الجمعة الأولى من شعبان 1436 هـ = فضيلة الشيخ / عبد الرحمن عبد العزيز – مدرس بالأزهر الشريف --- جدو عبدو









خطبة الجمعة الأولى من شعبان 1436 هـ

مسجد الإخلاص – بنجيب معوض – ش . المطراوي

المطرية – القاهرة – مصر

=============================

العنوان : تكملة أعظم الجهاد – مجاهدة النفس

العناصر: النفس البشرية مجبولة على الخير والشر – المفلح من زكاها - والخائب من دساها – شرح آيات سورة الشمس – حقيقة استفت قلبك – كيف نجاهد النفس – موقف سيدنا على بن أبى طالب

الخطبة الأولى :

=========

الحمد والثناء والشهادتين

الحمد لله – حمدا يليق بذاته ... حمدا يليق بجلاله ... نحمده حمد الذاكرين ... نحمده حمد الشاكرين حمدا كثيرا طيبا طاهرا مباركا فيه ملىء السماوات وملىء الأرض وملىء ما بينهما وملىء ما شئت من شيء بعد ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير قال

وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا*قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾

وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله وصفيه من صفوة خلقه وحبيبه إصطفاه للرسالة فنشهد أنه بلغها وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين .. فصلوات ربى وتسليماته عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال:

حديث وابصة أخرجه أحمد والدرامي وأبو يعلى والطبراني وقد ورد في مسلم ما يشبه معناه، ولفظه: "البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس".

أما بعد أيها المسلم الكريم ،

نقف وقفة متأنية عند كلمة:

﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا *َأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾

هذه النفس الإنسانية هي النفس الأولى عند الله عز وجل، لأن الله عز وجل حينما قال:

﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ﴾

[ سورة الأحزاب الآية : 73 ]


كان الإنسان بهذا القبول وهذا الحمل المخلوق الأول عند الله عز وجل، فلذلك سخر الله عز وجل له ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه، هذا الإنسان هو المخلوق الأول، فطره فطرة رائعة، جبله أو فطره أو بتعبير معاصر برمجه على نمط عجيب، أن هذا الإنسان إذا أخطأ، أو ارتكب خطأً، يكشف خطأه بذاته، وهذا ما يسمى بالفطرة، فطرته سليمة تتوافق مع منهج الله توافقاً عجيباً، توافقاً تاماً، فالنفس حينما تنحرف عن منهج الله عن وعي أو عن غير وعي، عن إرادة أو عن غير إرادة، هذا الانحراف تكشفه هي بذاته:

(( وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ))

[مسلم عن النَّوَّاسِ بْنِ سِمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ]

والمعنى :

----------

ألهمها ذاتياً، لكن لا أتمنى عليكم إطلاقاً أن تفهم الآية على غير ما أرادها الله، الله عز وجل فطرها فطرة عالية، بحيث لو أخطأت اكتشفت هي بذاتها من دون توجيه، أو إرشاد، إلى أنها قد أخطأت، وهذا ما يسمى بالفطرة، والإنسان فطر فطرة عالية تتطابق مع منهج الله تطابقاً تاماً:

﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ﴾

نعود إلى حديث وابصة لنتعلم شيء هام جدا وهو الفطرة التي خلقنا الله عليها وتحقيق أوامر الله ورسوله في كل نواحي الحياة هي التي تستطيع أن تتعلم مقصود البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس وقوله استفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك

السؤال من منا يستفتى قلبه ؟

هل من ليس عنده علم بمراد الله منه ؟

أم من علم مراد الله منه ؟

والجواب " يكون كما علمنا علماؤنا حيث قالوا عن حديث وابصة بخصوص المعنى: فالحقيقة أن المسائل التي ترد على قسمين: مسائل ورد بها نص، فليس للمؤمن إلا طاعة الله فيها والإذعان لحكمه، ولا عبرة بعد ذلك فيما يقع في القلب من رفض لها، وإن كان المفترض في المسلم انشراح الصدر، وتلقي أحكام الله بالقبول والرضا،

قال الله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)

[الأحزاب:36].


أما المسائل التي لم يرد فيها شيء عن الله ولا عن رسوله، ولا عمن يقتدي بقولهم من الصحابة وسلف الأمة، وأفتى فيها أكثر من واحد ولم تتفق أقوالهم، فحينئذ يرجع المؤمن المطمئن قلبه بالإيمان إلى ما ترجح في قلبه من هذه الأقوال، لقوله صلى الله عليه وسلم: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك". رواه الترمذي والنسائي وأحمد من حديث الحسين بن علي رضي الله عنه.


الخطبة الثانية :

========

الحمد والثناء والشهادتين

الحرص على مراوضة النفس على الطاعة بأن تتحرى الاستقامة على منهج الله لقوله تعالى فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا

إن استهواك أمر فيه مخالفة لله أو رسوله تذكر انك مسئول لا محالة فقدم العمل الذي تنال به رضا ربك ومن هنا كلما عرض عليك أمر فيه مخالفة قاومه واكسر حدة شهوتك هكذا كان يفعل على والمثال في سيرته مر عليه سائل يطل حاجة ولم يكن معه الا سكر فحدثته نفسه أن يستبقيه لفرسه فكاد أن يرد السائل ثم تذكر الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وتذكر تصدق ولو بشق تمرة فهم أن يقاسمه السكر ثم قاوم نفسه ثانية وقدم لله كل ما معه من السكر وفيه نزل قول الله تعالى إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا

عباد الله :

مجاهدة النفس أعظم درجة من مجاهدة العدو فكن ممن يراودها على الطاعة مستعينا بالله ومتقيه

اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون

الدعاء – أقم الصلاة

========================

فضيلة الشيخ / عبد الرحمن عبد العزيز – مدرس بالأزهر الشريف

ليلة الجمعة : 1 شعبان 1436هـ - 21/5/2015م

====================================
اعلان 1
اعلان 2

1 التعليقات :

عربي باي