الصرخه الصامته

ﻛﻨﺎ ﺻﻐﺎﺭﺍ
ﻭﺩﺍﺋﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻠﻤﻮﻧﻨﺎ ﻛﻴﻒ ﻧﻘﻮﻡ ﺑﺈﻣﺴﺎﻙ ﺍﻟﻘﻠﻢ
ﻭﻛﻴﻒ ﻧﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﺑﻪ
ﻛﻨﺎ ﺻﻐﺎﺭﺍ ﻻ ﻧﻔﻘﺔ ﺷﻴﺌﺎ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﻀﻐﻂ ﻋﻠﻲ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻟﻜﻲ
ﻧﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﺼﺢ ﻛﻨﺎ ﺫﻭ ﻧﻔﻮﺱ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻓﻜﻨﺎ ﻧﺘﻌﻠﻢ ﺑﻤﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻨﻘﺎﺀ
ﻟﻜﻲ ﻓﻘﻂ ﻧﺘﻌﻠﻢ ﻛﻴﻒ ﻧﻤﺴﻚ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﻭﻛﻴﻒ ﻧﻜﺘﺐ
ﻛﺒﺮﻧﺎ
ﻭ ﺑﺪﺃﺕ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻭ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﻳﺘﻨﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﻭ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ
ﻭﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺎﺕ
ﻓﻤﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻧﻘﺶ ﺃﺳﻤﺔ ﺑﻘﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ
ﺑﺪﻭﻥ ﻏﺮﻭﺭ ﺃﻭ ﻛﺒﺮﻳﺎﺀ ﺃﻭ ﺗﻤﺴﻜﺎ ﺑﺸﻴﺌﺎ ﺯﺍﺋﻼ
ﻓﻘﻂ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﺣﺒﺎ ﻟﻘﻠﻤﻪ ﺣﺒﺎ ﻟﻜﻲ ﻳﺮﺍﻱ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻳﺮﻭﻥ ﺇﺑﺪﺍﻋﺎﺕ ﻗﻠﻤﻪ
ﺑﺪﻭﻥ ﻣﺠﺎﻣﻼﺕ ﻓﺎﺭﻏﺔ ﻣﻤﻦ ﺣﻮﻟﻪ
ﻳﻜﺘﺐ ﻓﻘﻂ ﻹﺧﺮﺍﺝ ﻣﺎ ﺑﺪﺍﺧﻠﺔ ﺑﺤﺐ ﺑﺪﻭﻥ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻭﻻ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﻷﻱ ﻣﻘﺎﺑﻞ
ﺑﻠﺤﻴﺎﺕ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ
ﻳﻮﺟﺪ ﺃﻗﻼﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﺘﺐ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻠﺖ ﻟﺤﺪ ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ﻭ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ
ﺣﺘﻲ ﺍﺻﺒﺤﺖ ﻻ ﺗﺮﺍﻱ ﻏﻴﺮ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺃﻩ ﺣﺘﻲ ﺃﺻﺒﺢ ﻗﻠﻤﺎ ﻻ
ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻌﻨﻲ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﻪ
ﻳﺠﺮﺡ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﻫﻴﺎﻓﻪ ﻭﺍﺳﺘﻬﺘﺎﺭ
ﻭﺍﻟﻤﻀﺤﻚ ﺃﻧﻪ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﻳﺼﻔﻘﻮﻥ ﻟﻪ ﻭﻳﺠﺎﻣﻠﻮﻧﻪ ﻭﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺗﻀﺤﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﺨﻔﺎﺀ ﺃﻭ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﻭ ﺍﻟﻤﺠﺎﻣﻠﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﺭﻭﺡ ﺑﺪﻭﻥ
ﻋﺪﻝ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﻔﻜﻴﺮ
ﻣﺠﺮﺩ ﻧﻘﻮﺵ ﻭﺗﺸﻜﺮﺍﺕ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ
ﺃﻫﺬﺍ ﻋﻴﺐ ﻓﻴﻨﺎ
ﺃﻭ ﻋﻴﺐ ﺍﻟﺰﻣﻦ
ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﺼﻮﺍﻥ ﻻ ﻳﺮﻱ ﻭﻻ
ﻳﺴﻤﻊ ﻭﻻ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻖ
ﺃﻭ ﻳﻜﺘﺐ ﻋﻨﻪ ﻭ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻋﺪﻟﻪ
ﻓﻴﺎ ﻣﻦ ﺗﻌﻤﺪﺕ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ﺃﻓﻴﻘﻮﺍ
ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﻳﺮﺍﻛﻢ ﻭﻣﻦ ﺳﻮﻑ ﻳﻠﻘﺎﻛﻢ
ﻳﻮﻡ ﻻ ﺭﺟﻌﺖ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﺑﻜﺎﺀ
ﻫﻮﻥ ﺑﺎﺏ ﺍﻓﺘﺤﻪ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻟﻠﻨﻘﺎﺵ
ﺑﻘﺼﺔ ﻗﻠﻢ ﺑﻼ ﺭﻭﺡ ﻭﺭﻭﺡ ﻓﻲ ﻗﻠﻢ
ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﺭﻛﻢ
ﺗﺤﻴﺎﺗﻲ ﻟﻜﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ