خطبة الجمعة الرابعة من شهر - الشيخ / عبد الرحمن عبد العزيز - مدرس بالأزهر الشريف - تحياتى جدو عبدو

خطبة الجمعة الرابعة من شهر جمادى الأولى 1436 هــ

مسجد عرب جهينة – طريق قليوب ابى زعبل

محافظة القليوبية – مصر

=========================

العنوان / حلاوة الإيمان

العناصر : ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان  -- حب الله ومعناه – حب الرسول ومعناه – الحب في الله – كراهية كل أشكال المعصية والخوف من الجليل – التقوى  ها هنا وأشار إلى صدره  صلى الله عليه  وسلم

الخطبة الأولى :

=========

الحمد والثناء - الحمد لله – حمدا يليق بذاته ... حمدا يليق بجلاله ... نحمده حمد الذاكرين ... نحمده حمد الشاكرين  حمدا كثيرا طيبا طاهرا مباركا فيه ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد ،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير قال : ( 

الآيات : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ( 15 ) ) الحجرات

وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله وصفيه من صفوة خلقه وحبيبه اصطفاه للرسالة فنشهد أنه بلغها وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين  .. فصلوات ربى وتسليماته عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال :

الحديث : ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان  - أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود للكفر كما يكره أن يقذف في النار – أو كما قال صلى الله عليه وسلم

أما بعد – أيها المسلم الكريم

الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره شره ها معنى اجابه النبى لسؤال جبريل في حديث الإيمان

الإيمان قول باللسان وإقرار بالجنان وعمل بالأركان ولذلك لما قالت الأعراب آمنا نزل القرآن ليوضح ويؤدب ويوجه قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم  لذا قال أغلب المفسرين عن هذه الآيات من سورة الحجرات ومنهم الطبري وابن كر والقرطبي وغيرهم يقول - تعالى ذكره - للأعراب الذين قالوا آمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبهم : إنما المؤمنون أيها القوم الذين صدقوا الله ورسوله ، ثم لم يرتابوا ، يقول : ثم لم يشكوا في وحدانية الله ، ولا في نبوة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ، وألزم نفسه طاعة الله وطاعة رسوله ، والعمل بما وجب عليه من فرائض الله بغير شك منه في وجوب ذلك عليه ( وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ) يقول : جاهدوا المشركين بإنفاق أموالهم ، وبذل مهجهم في جهادهم ، على ما أمرهم الله به من جهادهم ، وذلك سبيله لتكون كلمة الله العليا ، وكلمة الذين كفروا السفلى . 
وقوله ( أولئك هم الصادقون ) يقول : هؤلاء الذين يفعلون ذلك هم الصادقون في قولهم : إنا مؤمنون ، لا من دخل في الملة خوف السيف ليحقن دمه وماله

أخا الإسلام -  كيف تصل إلى الصدق في الإيمان وتشعر بحلاوته ؟ هذا موضوع خطبتنا نتعلمه من رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي بين  يدينا ثلاث من ن فيه وجد حلاة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما – وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود للكفر كما يكره أن يقذف في النار

حب الله معناه وما الدليل

الحب عمل قلبي وهو الإحساس بأن من تحب امتلك مجامعك – جوارحك بل ونفسك وهو أعلى درجات الحب

فأنت أيها المسلم الكريم حينما تحب شيء تجد نفسك تهواه وحبك يكون بتملك ما تحبه لإرادتك  وتكون تابعا وخاضعا ومستسلما له وهذا لا يكون إلا لله – فإذا تمكن حب الله من قلبك ستجد نفسك تفعل كل ما  يرضه ويحبه وتبتعد عن كل ما يغضبه ويكرهه فإن فعلت ذلك شعرت بأن الله يملأ قلبك وهو ما أكده حديث النبي إحفظ الله يحفظك – إحفظ الله تجده تجاهك – وتعبده وكأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك

عبد الله ... وحب الرسول من حبك لله وطاعته من إيمانك بالله فالله يقول من يطع الرسول فقد أطاع الله – بل والأمر بالطاعة مقرونا بالله فقد قال تعالى وأطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين – ولا معنى لقولك أحب محمدا فإذا أمرك بأمر تعصاه بل إن صميم الإيمان هو أن تتبع ما جاء به النبي محمد فد قال الإيمان هو أن يكون هواك تبعا لما جئت به

والنبي صلى الله عليه  وسلم ما وجد بابا للخير إلا ودلك عليه وما وجد بابا للشر إلا وأبعدك عنه وقد أكمل الله به الرسالات وبالقرآن أكمل الله الدين واتباعك لأوامره ونواهيه وسيرك على سنته لدليل قاطع لحبك له صلى الله عليه وسلم

الحب في الله

وهو قول النبي وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله والحب لله أعلى درجات الحب البشرى لا دخل للمصلحة المادية والغرض الدنيوي ولكن تحب أخاك لوجه الله تعالى فلرب أخ لك لم تلده أمك فلينظر كل منا من يحب

فالمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل – فلا تصاحب إلا مؤمنا ولا تدخل بيتك إلا تقي فالصالحين أولى ببعض في الحب لله ومجالستهم عبادة واختيار الصديق من أهم العلاقات الإنسانية لأنه يعينك على طاعة الله – إذا نسيت ذكرك وان أخطأت صوبك فالمؤمن مرآة أخيه أو قيل المسلم مرآة أخيه

والنبي زرع فينا الحب فقال : المسلم للمسلم كالبنيان  وقال: المسلم للمسلم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى

وأمر الله بقوله اتقوا الله وكونوا مع الصادقين وهى الخصلة الثانية بعد الصلاح - الصدق في القول والعمل –

الخطبة الثانية

التذكرة بالتقوى وهى الإيمان بالجليل والعمل بالتنزيل والرضا والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل

اتقوا الله اى اجعله نصب عينيك في جميع أفعالك – التقوى من باب الاتقاء بالشيء – فاتقوا الله في السر والعلن – اتقى الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن  - الدعاء - أقم الصلاة

================

فضيلة الشيخ / عبد الرحمن عبد العزيز  - مدرس بالأزهر الشريف

ليلة الجمعة 12/3/2015م

==========================